في 7 فبراير عامَ 1985، أبصرَ ديس باكنجهام النور في مدينة أكسفورد الإنجليزية، ليبدأ رحلةً، جاب خلالها أرجاء العالم من سهول أستراليا إلى جزر نيوزيلندا، مرورًا بشوارع الهند، قبل أن يصل إلى الرس مدربًا لفريق الخلود الأول لكرة القدم.
في شبابه، تطلَّع باكنجهام ليصبح حارسَ مرمى استثنائيًّا، لكنَّه لم يبلغ مراتب الاحتراف مع فرق الشباب في ريدينج، وأكسفورد يونايتد.
وبدلًا من الارتهان للإخفاق، دخل مجال التدريب في سن المراهقة، مبتدئًا مع الناشئين في أكسفورد، ثم متفرِّغًا للعمل في كلية أكسفورد وشيرويل فالي لأربعة أعوامٍ حيث صقل موهبته في صياغة المستقبل.
وعامَ 2014، عبر المحيطات إلى ويلينجتون فينيكس في الدوري الأسترالي، وبدأ مدربًا لحراس المرمى، ثم مساعدَ مدربٍ، ليُتوَّج في 2017 كأصغر مدربٍ رئيسٍ في تاريخ الدوري بعمر 31 عامًا يقود فريقًا إلى المركز السابع.
وعاد باكنجهام في 2017 إلى إنجلترا، لينضمَّ إلى ستوك سيتي مدربًا مساعدًا لفريق تحت 23 عامًا، لكنَّه سرعان ما طار إلى نيوزيلندا في 2018، ليترأس تدريب منتخب تحت 20 عامًا، ويحقِّق معه لقب بطولة أوقيانوسيا 2018، ويُسجِّل فوزًا مدويًا 5ـ0 على هندوراس في كأس العالم تحت 20 عامًا في 2019، قبل الخروج بركلات الترجيح أمام كولومبيا.
لاحقًا، قاد منتخب تحت 23 عامًا إلى ذهبية دورة الألعاب الباسيفيكية، وإلى أولمبياد طوكيو 2020 بلا هزيمةٍ في 12 مباراةً، محققًا فارقَ أهدافٍ مذهلًا "+29".
وفي 2020، انضمَّ إلى ملبورن سيتي مدربًا مساعدًا، وأسهم في إحرازه لقب الدوري الأسترالي، وفي أكتوبر 2021، تولى قيادة مومباي سيتي في الدوري الهندي الممتاز، وحقق معه إنجازًا تاريخيًّا بتسجيل فوزٍ في دوري أبطال آسيا 2022 على القوة الجوية العراقي 2-1، واحتلال المركز الثاني في مجموعته.
كذلك قاد باكنجهام الفريق في موسم 2022-2023 إلى لقب الدوري الهندي دون هزيمةٍ في 18 مباراةً، ليتأهل إلى دوري أبطال آسيا على الرغم من خسارته في كأس دوراند 2022.
وفي موسم 2023-2024، تصدَّر دور المجموعات في كأس دوراند، لكنه ودَّع من ربع النهائي، وكانت آخر مبارياته مع مومباي خلال الخسارة أمام الهلال 0ـ2، نوفمبر 2023.
وفي الشهر ذاته، عاد باكنجهام إلى جذوره في أكسفورد يونايتد مدربًا رئيسًا حيث قاد الفريق إلى الصعود المثير إلى دوري البطولة الإنجليزية في 2024، لكنَّ الرياح لم تهب كما اشتهت سفينته، فأُقيل في ديسمبر 2024 بعد نتائج متعثرةٍ، وضعت الفريق في المركز الـ 20.
وخارج المستطيل الأخضر، يحمل باكنجهام شغفًا ساحرًا بالطيران، وكاد أن يحلِّق في السماء كمهنةٍ لولا أن سحر كرة القدم جذبه إلى عالمها.