رفع وسيط المملكة تقريره السنوي لعام 2024 إلى الملك محمد السادس، حيث سجل زيادة ملحوظة في عدد التظلمات والملفات التي تمت معالجتها مقارنة بالعام الماضي. وفقًا للتقرير، تلقى الوسيط حوالي 8 آلاف شكوى، مسجلاً رقماً قياسياً، وهو ما يعكس زيادة الثقة في المؤسسة وتطور قنواتها لاستقبال تظلمات المواطنين.

وتشير الإحصائيات إلى أن تظلمات المواطنين شكلت نحو 72.4% من إجمالي الملفات الواردة إلى المؤسسة، فيما سجلت طلبات التوجيه زيادة ملحوظة بلغت 18.85%، مما يعكس تنامي الوعي بأهمية الوساطة في حل النزاعات الإدارية. كما أظهرت الأرقام أن قطاعات السياحة والصحة قد شهدت زيادة في عدد التظلمات، بسبب تأثير برامج حكومية جديدة مثل "فرصة" وتحولات في السياسات الاجتماعية.

أما فيما يخص أداء الإدارات العامة، أشار التقرير إلى أن تظلمات المواطنين تركزت في بعض القطاعات مثل الداخلية، الاقتصاد والمالية، والصحة، فيما لا تزال هناك صعوبة في الولوج إلى الخدمات في المناطق البعيدة عن المحور الرئيسي للمملكة. كما سلط التقرير الضوء على تأخر تنفيذ التوصيات الصادرة عن الوسيط، حيث تم تنفيذ 201 توصية فقط من أصل 992 تم إصدارها.

وشدد التقرير على ضرورة تحسين تجاوب الإدارات مع التوصيات الصادرة عن مؤسسة الوسيط، بهدف تعزيز ثقافة الحكامة وتفعيل المسؤولية والمحاسبة في القطاع العام.