نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سوريا بين صلابة الداخل وسند الحليف السعودي - تليجراف الخليج اليوم الخميس 24 يوليو 2025 11:36 مساءً
في خضم ما تشهده المنطقة من صراعات ومحاولات دؤوبة لتمزيق نسيجها العربي، تبقى سوريا قلب المشرق العربي ونبض تاريخه، عصيّة على الانكسار. لكن ما يعزز قوة سوريا اليوم ليس فقط إرادة شعبها وتماسك مجتمعها، بل أيضاً وجود حليف عربي محوري يدرك قيمة سوريا ودورها الاستراتيجي، وهي المملكة العربية السعودية.
منذ عقود والسعودية تمثل ثقلاً سياسياً واقتصادياً في العالم العربي والإسلامي، وتعي جيداً أن استقرار سوريا هو ضمانة لاستقرار المنطقة بأسرها. لذلك، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات المتربصين، سواء كانوا أدوات لمشاريع صهيونية أو قوى إقليمية تحاول استغلال أزمات الشعوب لبناء نفوذها المشبوه.
الدعم السعودي لسوريا لم يقتصر على البعد السياسي، بل امتد إلى الجانب الاقتصادي والإنساني، حيث تعمل الرياض على فتح قنوات الدعم لإعادة تأهيل البنية التحتية، وإنعاش الاقتصاد السوري المنهك بفعل سنوات الحرب والعقوبات. هذا الدعم يُترجم في صورة مساعدات إنسانية وإغاثية، إلى جانب مساعي لتهيئة بيئة استثمارية مستقبلية تُعيد لسوريا قدرتها على النهوض من جديد. السعودية تدرك أن استقرار سوريا الاقتصادي هو جزء لا يتجزأ من استقرارها السياسي والاجتماعي، وأن التنمية هي السلاح الحقيقي لإفشال كل محاولات العبث والتخريب.
ويحمل انعقاد «منتدى الاستثمار السوري – السعودي 2025» في دمشق في هذا التوقيت ونتائجه المبشرة التي تم الإعلان عن بعضها، وأبرزها توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تصل الى نحو 6 مليارات ونصف المليار دولار، رسائل عديدة للداخل السوري والمحيط الإقليمي والدولي. أن انعقاد المنتدى بهذا التوقيت، يحمل في طياته رسالة مفادها، ان سوريا ماضية نحو الاستقرار والنمو والازدهار على الرغم من محاولات البعض أخذها إلى مسار آخر تدميري . وبالوقت نفسه يحمل رسالة طمأنة للشعب السوري كافة بان مستقبل سورية مشرق و واعد وحيوي ومضمون بدعم وحماية أشقائه المخلصين.
السعودية تعرف أن سوريا ليست مجرد ساحة نزاع عابرة، بل ركيزة أساسية للأمن القومي العربي، وأن العبث بوحدتها الوطنية أو تفتيت انسجامها الاجتماعي هو مشروع تدميري سيطال الجميع. لهذا تأتي مواقف الرياض ثابتة وحازمة: حماية سوريا، دعم عودتها إلى الصف العربي، وتعزيز المصالحة الوطنية فيها، مع توفير كل مقومات الصمود اقتصادياً وسياسياً، بما يقطع الطريق أمام كل المتآمرين الذين يعيشون على الفوضى.
إن رسائل الواقع اليوم واضحة: كل مؤامرة تستهدف سوريا ستُواجه بجدار عربي صلب، تتقدمه السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي والإقليمي. ومن يظن أن الفتن الطائفية أو التدخلات الخارجية يمكن أن تمزق المجتمع السوري، يجهل أن هناك إرادة عربية حقيقية، متمثلة بالرياض وأشقائها تضع وحدة سوريا ونهوضها فوق أي اعتبار.
0 تعليق