تايلند وكمبوديا : صراع تاريخي يعود للواجهة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تايلند وكمبوديا : صراع تاريخي يعود للواجهة - تليجراف الخليج اليوم السبت 26 يوليو 2025 12:05 صباحاً

عادت الأجواء للتوتر على الحدود بين كمبوديا وتايلند مع تحركات عسكرية متزايدة في محيط المناطق المتنازع عليها، وخاصة قرب معبد “برياه فيهيار” التاريخي، الذي ظل لسنوات طويلة مصدر خلاف حاد بين البلدين.

المعبد، الذي بُني في القرن الحادي عشر على قمة هضبة دانغريك، يعتبره الطرفان جزءًا من تاريخه الوطني، رغم أن محكمة العدل الدولية حكمت في 1962 بتبعيته لكمبوديا. ومع ذلك، لا تزال تايلند ترفض الاعتراف الكامل بقرار المحكمة، لا سيما في ما يتعلق بالأراضي المحيطة بالمعبد.

التصعيد الأخير جاء بعد رصد تعزيزات عسكرية من الجانبين، مع تزايد التوتر في وسائل الإعلام المحلية والتصريحات السياسية. سبق أن شهدت هذه المناطق اشتباكات مسلحة بين عامي 2008 و2011، خلفت قتلى وجرحى من الطرفين، قبل أن تهدأ الأوضاع نسبياً بعد وساطات إقليمية قادتها رابطة آسيان.

اللافت أن التوترات الحالية تتزامن مع تغييرات داخلية في كلا البلدين، ما يثير مخاوف من استغلال الأزمة سياسيًا. حتى الآن لم تقع مواجهات مباشرة، لكن الترقب سيد الموقف، والحدود تعيش تحت أعين القناصة والجنود في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.

الضحايا والأضرار: تايلاند أعلنت مقتل 15 شخصًا تقريبًا، منهم 14 مدنيًا (من بينهم طفل يبلغ 8 أعوام)، وجندي واحد. كما أصيب عشرات آخرون وأضرار لحقت بمستشفى في مقاطعة سورين ومحطة وقود في سيساكيت. في كمبوديا، سُجلت وفاة مدني واحد على الأقل، وجرح نحو 5 أشخاص، وتشريد مئات العائلات من مناطق حدودية مثل أودار مينشي.

النزوح والإجراءات الحكومية: أكثر من 130 ألف شخص تم إجلاؤهم من الجانب التايلاندي، موزعين على مقاطعات سورين وسيساكيت وأوبون راتشاثاني وبوري رام. ومن الجانب الكمبودي تم نقل أكثر من 20 ألف شخص إلى مناطق آمنة داخل البلاد. تايلاند أعلنت حالة الطوارئ في ثماني مقاطعات حدودية، في حين بدأت كمبوديا تحضيرات لتجنيد إلزامي يبدأ تنفيذه عام 2026.

الدبلوماسية والتصعيد السياسي: كمبوديا استدعت اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن الدولي متهمة تايلاند بشن عدوان متعمد باستخدام أسلحة ثقيلة وقنابل عنقودية استهدفت المدنيين والمعالم الأثرية. تايلاند أكدت تفضيلها التفاوض الثنائي وتمسكت بموقف أنها تدافع عن سيادتها بحسب ما تفرضه الظروف الميدانية. عدة دول أصدرت تحذيرات من السفر إلى مناطق النزاع، وبعض السكان المحليين فروا من مناطقهم.

الوضع الحالي والمستقبل: رئيس الوزراء التايلاندي المؤقت حذر من أن الوضع قد يتطور إلى حرب شاملة إذا استمر التصعيد، رغم أن البلدين يؤكدان عدم رغبتهما في الدخول بحرب. ماليزيا، بصفتها عضوًا قياديًا في رابطة آسيان، تحاول التوسط لهدنة، لكن دعم تايلاند للمبادرة تراجع، مما يثير شكوكًا حول إمكانية الوصول إلى حل سلمي قريب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق