في ظهور إعلامي نادر ومؤثر، يخرج مدين، نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، عن صمته ليروي للمرة الأولى تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت مقتل والده، في فيلم وثائقي يُعرض مساء اليوم على قناة "العربية" تحت عنوان "علي عبدالله صالح.. المعركة الأخيرة".

الفيلم، المقرر بثه في التاسعة مساءً بتوقيت السعودية، يُعيد تركيب وقائع الأيام المصيرية التي عاشها الرئيس السابق في صنعاء، متتبعًا التحولات الدراماتيكية في تحالفاته، بدءًا من الحروب الست بين قواته ومقاتلي جماعة الحوثي (2004 – 2010)، وصولًا إلى انقلاب المعادلات وتحالفه المفاجئ معهم بعد خروجه من السلطة عام 2011.

ويتضمن الوثائقي شهادات غير مسبوقة، من بينها شهادة مدين صالح، الذي يؤكد أنه ظل إلى جانب والده حتى لحظاته الأخيرة، وكشف في مقابلة خاصة عن تفاصيل "المعركة الحاسمة" التي دارت في قلب العاصمة صنعاء نهاية عام 2017، وانتهت بمقتل علي عبدالله صالح في ظروف ما تزال تحيط بها الكثير من علامات الاستفهام.

كما ينقل الفيلم روايات حصرية من أفراد في دائرة الحراسة المقربة للرئيس الراحل، ويكشف خفايا لم يُكشف عنها سابقًا حول كواليس قرار الانفصال عن الحوثيين، والمعركة التي وُصفت بأنها كانت محاولة أخيرة لاستعادة المبادرة.

وبحسب فريق إنتاج "العربية"، فإن العمل استغرق أشهرًا من التحقيقات وجمع الإفادات، وسط صعوبات في الوصول إلى المصادر، ومحاولات حثيثة للتأكد من الوقائع الدقيقة التي ارتسمت في المشهد الأخير من حياة أحد أبرز وجوه السلطة في اليمن لعقود.

فيلم "علي عبدالله صالح.. المعركة الأخيرة" ليس مجرد توثيق لمقتل زعيم، بل إعادة قراءة لتاريخ معقد تقاطعت فيه التحالفات والخلافات، وبقيت نهايته محاطة بالأسئلة.