منطقة ازيلال تعيش بين سندان الكوارث الطبيعية وغياب السياسات العمومية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: منطقة ازيلال تعيش بين سندان الكوارث الطبيعية وغياب السياسات العمومية - تليجراف الخليج اليوم الخميس 8 مايو 2025 02:10 مساءً

عرفت دواوير أزيلال فيضانات مهولة ، ألحقت خسائر كبيرة ببعض المواطنين حيث فقدوا منازلهم وآثاثهم ومواشيهم ودواجنهم ، وأمتعتهم ومنهم من أصبح بدون مأوى ، ومنهم من لازال يحتاج الى المساعدة الاجتماعية والنفسية جراء ما خلفته المياه التي داهمتهم في عقر ديارهم بدون سابق اعلام .

عادة وفي مثل هذه الحالات يتوصل المتضررون بمساعدات اجتماعية ومواد طبية وغذائية ومؤازرة نفسانية لتجاوز الصدمة التي ألمت بكثير من المواطنين في دواويير متعددة ، لكن الى غاية كتابة هذا المقال لم يجرى شيئ يذكر .

قبل مجيء هذه الفياضانات كان الجفاف قد ضرب المنطقة ، وفي غياب القدرة الشرائية اضطر الكثير من الفلاحين الى بيع بهائهم بأبخص الاثمان ، مع العلم ان تربية الماشية والماعز وزراعة الزيتون يبقى هو الرأس المال الحقيقي الذي تعول عليه غالبية الساكنة لتحقيق العيش الكريم في غياب فرص العمل بالمنطقة ، وهنا وجب التذكير أن منطقة أزيلال تعتبر من أفقر المناطق في الناتج المحلي مقارنة مع باقي مناطق المملكة المغربية .

لا طير يطير ولا حيوان يسير ، تعبير مجازي يترجم درجة اليأس التي وصلت اليها الساكنة جراء الجفاف الذي أنهك الناس في ممتلكاتهم وفي كل ما يملكون ، وهنا وجبت الاشارة أن المتضررين لم يتلقوا اي مساعدة بخصوص الجفاف الذي توالى على مدى 7 سنوات متتابعة .

في نهاية الاسبوع الفارط عرفت منطقة أزيلال نزول أمطار فاقت التوقعات وفاقت الحمولات المعهودة في وقت وجيز ، دمرت طرقات وقناطر، ودمرت أيضا شبكات الصرف الصحي والتي أصلا كانت ضعيفة وغير مهيكلة بشكل تقني رفيع ، وغير مطابقة للمعايير الحضرية الصحيحة . هذا الامر كان سببا في دخول المياه الى كثير من المنازل وهو ما خلف ذعرا كبيرا بين الساكنة ، خاصة في غياب تدخل المصالح المعنية كرجال المطافئ ومكافحة الفياضانات والكوارث الطبيعية .

كانت هذه مقدمة آنية لما تعيشه المنطقة في ظل الفياضانات الاخيرة في منظقة أزيلال ، والتي تعتبر من أفقر المناطق في المغرب ، والتي تعرف هشاشة قل نظيرها في جميع مناطق المغرب ، بنيات تحتية هشة ، طرقات مهترئة تعود الى العصر الحجري غالبيتها لا تتوفر على حواجز الامن والسلامة ، وكثير منها غير معبدة ، يستحيل أن تمر منها السيارات كيفما كانت . ناهيك عن المسافات التي يقطعها بعض التلاميذ للوصول الى المدارس على أرجلهم عبر طرق غير مصنفة أصلا ، ناهيك عن مادة الماء الصالح للشرب والتي تصبح عملة نادرة يصعب الوصول اليها في كثير من الدواوير خاصة في فصل الصيف .

زد على ذالك الاسواق الاسبوعية والتي لا تتوفر على أبسط شروط النظافة مع غياب المرافق الصحية وغياب مستودعات البهائم ووسائل النقل .

العجيب في هذا كله أن المنطقة تعرف برودا ثقافيا وسياسيا واجتماعيا لامثيل له ، أولا المجتمع المدني بمنطقة ازيلال يتوارى الى الوراء في مثل هذه الكوارث الطبيعية ، والذي من المفترض أن ينصب نفسه مدافعا عن الساكنة ونائبا عنها أمام الجهات المسؤولة ، أما المنتخبين فغالبيتهم له يد في جرائم المال العام .

وما يزيد الامر تعقيدا هو الجسم الصحافي والذي يغيب عن متابعة الاحداث التي تهم الساكنة وذالك من باب المحابات وتجنب الاحتكاك مع رؤساء الجماعات والجهات المسؤولة ، وربما ايضا لضعف الالمام بالسياسات العمومية خاصة في المناطق الجبلية والتي تحتاج الى مقاربات تنموية تتماشى وخصوصيات الساكنة في الجانب الثقافي والاجتماعي والسوسيو اقتصادي .

1 - مؤشر الجاذبية الاستثمارية

يبقى جد متواضع مقارنة مع باقي جهات المملكة ، وذالك بسبب السياسيات العمومية التي تنهجها الحكومة والتي لا تعتمد في كل برامجها على سياسة واضحة بخصوص تجهيز الطرقات وفك العزلة عن جميع الدواوير ، مع العلم أن منطقة أزيلال تتكون من دواوير وجماعات قروية متفرقة وليس من مدن حضرية . أما الحديث عن خلق مناصب الشغل فهو لن يتحقق الا بعد تحقيق تجهيز الطرقات .

2 – مؤشر الاستقرار البشري

كما سبق ذكره ضعف الناتج المحلي يجعل الفقر والجهل مستشر بين الساكنة وهو ما يجعل الفعاليات الجمعوية محتشمة الى درجة التزام الصمت ، لتفادي المسائلة من طرف الساكنة . وهو ما يفسح المجال للمنتخبين لنشر ثقافة التطبيع مع الفساد في التسيير والتدبير بدون غضاضة ، وبدون خوف من الردع ، وقد أثبتث الوقائع والاحداث صدق ما نقول في هذا المظمار .

قد يتساءل البعض عن تشبث الساكنة بأرضهم رغم الهشاشة والفقر وصعوبة الوصول الى الخدمات الاساسية بما فيها التعليم والصحة والماء والكهرباء والتطهيرالصحي وقلة الشغل و...

الذاكرة الجماعية ، نعم الذاكرة الجماعية هي مجموع ما يكتسبه الانسان منذ الولادة الى سن الرشد ، وهذا هو السر ، وفي نفس الوقت يبقى هو العامل الاول الذي يقوي الارتباط بين الانسان و أرضه لانه جزء من كينونته .

3 – العدالة المجالية

هي مجموع الخدمات التي تقدمها السياسات العمومية على الصعيد الجهوي ، انطلاقا من اٍكراهات تفرضها جغرافية التضاريس ، وانطلاقا من برامج السياسات العمومية المسطرة من طرف الفعاليات السياسية المتخصصة ، والتي تراعي بدورها طلبات المنتخبين والتي يتم تقديمها من طرف الموارد البشرية .

وهنا وجب التذكير أن الموارد البشرية الحالية لا ترقى الى هذا المستوى من التخطيط لتقديم برامج التنمية القروية ، الى المسؤلين على السياسات العمومية . والتي بدورها تبقى جد متواضعة مع ما تم تحقيقة .

4 - الصورة النمطية

كما سبق ذكره هناك غياب سياسات عمومية لتحقيق التنمية الصحيحة والهادفة الى فك العزلة وتحقيق الوصول الى الخدمات بجميع اصنافها بتراب المنطقة .

لكن بالمقابل تكتفي السياسات العمومية في نشر صور نمطية عبر الاعلام الرسمي كالتبوريدة وأحيدوس وشلالات أزود ، وسد بين الويدان ، والجلابة البزيوية ، وجيوبارك حيث وجد أول هيكل لحيوان – الدايناصور – دون الحديث عن المواطن نفسه والذي هو اللبنة الاولى للتنمبة المستدامة .

أملنا كبير ، من خلال هذا المقال لكي تتم اٍعادة النظر في السياسات العمومية تجاه المنطقة بمنظور جديد ، شامل وكامل ، لتحقيق العدالة المجالية ولو نسبيا لهذه الساكنة التي فضلت الارتباط بأرضها عوض الهجرة سعيا للحفاظ على هويتها وثقافتها وتاريخها وخصوصياتها .

ولتخليق الحياة العامة في المغرب على وزارة الداخلية أن تمنع كل من له سوابق في الفساد المالي والاداري واختلاس المال العام ، للترشح في الانتخابات المقبلة ، وأن تعاقب الاحزاب التي تمنح التزكية لكل من له يد ملطخة بجرائم المال العام ، كما يتوجب على وزارة الداخلية أن تمنع كل مرشح استوفى ولايتين متتابعتين . ، قصد منح الفرصة للشباب وذالك لضخ دماء جديدة ، وأفكار جديدة ، لتحقيق التنمية المستدامة .