مجـ.ـزرة الفاشر.. المليشيا تحول سوق نيفاشا لساحة دماء - تليجراف الخليج

الفاشر- تليجراف الخليج

في تطور خطير يعكس تصعيدًا جديدًا في دوامة العنف التي تشهدها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، قُتل اليوم الأربعاء 8 أشخاص وأُصيب عدد آخر من المدنيين بجروح متفاوتة، إثر قصف عنيف شنته مليشيا الدعم السريع على سوق نيفاشا والأحياء السكنية المحيطة به، ما تسبب في حالة من الذعر والهلع وسط السكان المدنيين.

قصف سوق نيفاشا.. نيران الغدر تطال الأبرياء

استهدفت المليشيا المدعومة من الخارج سوق نيفاشا الشعبي، أحد أكثر الأسواق ازدحامًا بالمدنيين في المدينة، مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين على الفور بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى وقوع خسائر مادية كبيرة في الممتلكات والمحلات التجارية.

وبحسب شهود عيان من داخل الفاشر، فإن القصف تم باستخدام سلاح المدفعية الثقيلة والهاون، ما أدى إلى انفجارات مدوية خلفت أعمدة من الدخان غطت سماء المدينة، وتسببت في تدمير أجزاء كبيرة من السوق.

الأحياء السكنية تحت النار.. لا ملاذ آمن للمدنيين

لم يتوقف القصف عند السوق، بل امتد ليشمل الأحياء السكنية القريبة، حيث سقطت قذائف عشوائية على منازل المواطنين في أحياء “الرديف، والزهراء، والموظفين”، ما أسفر عن سقوط إصابات وسط النساء والأطفال.

وقال ناشطون من داخل المدينة إن الجرحى نُقلوا إلى المستشفيات وسط ظروف صحية كارثية، في ظل نقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات العلاجية، ما يزيد من صعوبة إنقاذ الحالات الحرجة.

تدهور الوضع الإنساني.. ونداءات استغاثة تتصاعد

تعيش الفاشر منذ أسابيع في وضع إنساني متدهور للغاية نتيجة استمرار الهجمات على الأحياء السكنية، ما أدى إلى نزوح آلاف العائلات من منازلهم، وانتشار المجاعة والأمراض وسط الأطفال وكبار السن.

ووجّهت منظمات مدنية محلية ودولية نداءات استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، للتدخل الفوري ووقف الجرائم المستمرة بحق المدنيين، وتوفير الممرات الآمنة للنازحين والمصابين.

الجيش يتوعد بالرد.. والشارع في حالة غضب

من جهتها، أدانت قيادات في الجيش السوداني القصف الوحشي الذي استهدف سوق نيفاشا والأحياء المدنية، مؤكدين أن هذه الجريمة لن تمر دون رد رادع في الوقت والمكان المناسبين.

وتسود حالة من الغضب والاحتقان الشديدين في أوساط المواطنين الذين طالبوا المجتمع الدولي بالخروج عن صمته ومحاسبة المليشيا على جرائم الحرب المتكررة التي ترتكبها بحق سكان الفاشر وبقية مدن دارفور.