"شايلوك" شكسبير يضع ترامب في مأزق - تليجراف الخليج

في لحظة بدت وكأنها استدعاء غير محسوب لشخصية أدبية خرجت من بين سطور شكسبير، وجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه في مهبّ انتقادات لاذعة، بعدما استخدم كلمة "شايلوك"، وهو اسم التاجر الجشع في مسرحية "تاجر البندقية"، في معرض حديثه عن المصرفيين خلال خطاب ألقاه في ولاية أيوا.

ترامب، الذي كان يستعرض أمام أنصاره مزايا قانون خفض الضرائب والإنفاق، قال: "لا ضريبة على الوفاة، لا ضريبة على التركات، ولا حاجة للذهاب إلى البنوك والاقتراض.. في بعض الحالات من مصرف جيد، وفي حالات أخرى، من شايلوك وأشخاص سيئين".

لكن ما رآه ترامب مجازاً عادياً، رآه آخرون استحضاراً مؤذياً لصورة نمطية معادية للسامية.

ذلك أن "شايلوك" رمز أدبي مركّب لطالما اقترن بالجشع والانتهازية في صورة مقرض المال الذي لا يرحم، كما صوّره شكسبير في القرن السادس عشر.

رابطة مكافحة التشهير سارعت إلى التنديد بالتصريح، معتبرة أن استخدام المصطلح "مقلق للغاية وغير مسؤول"، مضيفة أن "مصطلح (شايلوك) يستحضر صورة معادية للسامية راسخة منذ قرون".

وعند سؤاله لاحقاً على متن طائرة الرئاسة عن معنى الكلمة، أجاب ترامب بأنه لم يكن على دراية بدلالاتها، قائلاً: "أن تكون شايلوك يعني، لنقل، أن تُقرض المال بفائدة مرتفعة. لم أسمع هذا المصطلح بهذه الطريقة من قبل.. أنتم ترونه بشكل مختلف".

لكن مهما كان القصد، فإن "شايلوك" عاد.. لا من البندقية، بل من ذاكرة ثقافية حسّاسة، ألقى فيها ترامب حجراً أثار دوائر لا تزال تتّسع.