فضيحة إنسانية تهز تندوف.. تقرير يتهم "البوليساريو" ببيع الأطفال وتنصيرهم واستغلالهم جنسيا تحت غطاء "العطل في سلام" - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فضيحة إنسانية تهز تندوف.. تقرير يتهم "البوليساريو" ببيع الأطفال وتنصيرهم واستغلالهم جنسيا تحت غطاء "العطل في سلام" - تليجراف الخليج اليوم السبت 12 يوليو 2025 04:58 صباحاً

كشف منتدى "فورساتين" المهتم بقضايا مخيمات الذل والعار بتندوف، عبر تقرير صادم مدعوم ببيانات وصور، عن الانهيار الكامل الذي يعيشه برنامج "عُطل في سلام"، الموجه نظريًا إلى أطفال مخيمات تندوف، مؤكدا أنه تحول إلى فضيحة مدوية تنطوي على فساد مالي، واستغلال للأطفال، وصراعات داخلية بين أجنحة جبهة البوليساريو.

وبحسب المنتدى، فإن نسخة 2025 من البرنامج انطلقت على وقع التخبط والفوضى، بعد بيان صادر عن مكتب البوليساريو في إسبانيا يعلن تأجيل الرحلات بسبب تأخر صدور جوازات الأطفال. لكن الحقيقة، كما يؤكد "فورساتين"، أن الأمر كان مجرد غطاء لصراعات داخلية بين ممثليات الجبهة حول التحكم في البرنامج والمال المخصص له، وسط غياب أي مراقبة مالية للتحويلات الكبيرة الموجهة له من جمعيات أوروبية، مشيرا إلى أن بعض ممثلي الجبهة جعلوا من هذا البرنامج وسيلة للسمسرة في "فيزات" يتربحون منها على حساب معاناة الأطفال، في وقت يُقصى فيه العاملون الحقيقيون في مجال الطفولة والتضامن الإنساني.

واحدة من أكثر مشاهد الفضيحة تجليا، رصدها "فورساتين" في حادثة مأساوية عاشها أطفال من ولاية أوسرد، بعدما تُركوا في مطار تندوف، رغم تسجيل أسمائهم على متن رحلة كانت متجهة صوب فرنسا. الطائرة أقلعت بدونهم، بعد أن تم بيع أماكنهم لمسافرين آخرين، ما تسبب في انهيار نفسي حاد لهؤلاء الأطفال، الذين قضوا ليلتهم بالمطار في ظروف مزرية، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لتدارك الموقف أو حتى الاعتذار لهم.

ووفق ذات المصدر، فقد اتخذت الفضيحة بعدا دوليا حين حاول مكتب البوليساريو في بريطانيا، عبر بيان رسمي، نسبة رحلة إنسانية لا علاقة لها ببرنامج "عطل في سلام" إلى مبادرته، مدعيا استئناف البرنامج بعد انقطاع دام 20 سنة. إلا أن الحقيقة، بحسب "فورساتين"، أن تلك الرحلة كانت جزءا من مشروع خاص بمنظمة "ديزرت فويس" بتعاون مع "ساند بلاست"، مما دفع بعدة جهات في بريطانيا وحتى في المخيمات إلى إصدار بيانات تكذيب، فضحت ما وصفته بـ"الكذب الوقح" والمتاجرة بالعمل الإنساني، وأثارت موجة سخرية واسعة في أوساط اللاجئين الصحراويين.

 

ورصد منتدى "فورساتين" شهادات صادمة لأسر صحراوية تخلت عن إرسال أطفالها عبر البرنامج، خوفا من تنصيرهم، أو تعرضهم للاستغلال الجنسي، أو حتى البيع القسري لعائلات أجنبية، وهي مخاوف تؤكدها حالات واقعية وثقها المنتدى.

 في المقابل، يشير المصدر ذاته إلى أن هناك عائلات تقبل التضحية بأطفالها مقابل فرصة علاج أو غذاء نادر، في ظل ظروف المخيمات المأساوية، ما جعل من أطفال الصحراء ضحايا لسوق سوداء للفيزات تديرها جهات فاسدة تسيطرة على زمام الجبهة الانفصالية، تعمل على بيع الأماكن لمرافقيها مقابل المال، بينما يتم تهميش الفاعلين الحقيقيين في مجال العمل الإنساني.

ما كشفه منتدى "فورساتين" يضع برنامج "عطل في سلام" أمام امتحان أخلاقي وإنساني كبير، ويفضح كيف تحولت المبادرة الإنسانية إلى وسيلة للاغتناء غير المشروع، والتلاعب بمصير أطفال أبرياء. ويطرح التقرير أكثر من سؤال حول موقف الجمعيات الأوروبية التي تمول هذه الفضيحة، وصمتها عن التجاوزات الخطيرة، وسط مطالب متزايدة بفتح تحقيق دولي ومحاسبة المتورطين في الاتجار ببراءة الطفولة.