المغرب المهمش (أيت بوكماز أنموذجا) - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المغرب المهمش (أيت بوكماز أنموذجا) - تليجراف الخليج اليوم السبت 12 يوليو 2025 07:19 مساءً

عندما نتحدث عن المشاريع الكبرى داخل وطننا الحبيب وعن التقدم وضرورة مواكبة التطورات، وعن الاستعدادات لاستضافة كأس إفريقيا وكأس العالم، وعن السير نحو بناء مغرب جديد متطور، وتجهيز البنية التحتية وعن وعن...، هذا جميل لا ينكره جاحد. لكن المشكل العميق هو أن على المسؤولين الجلوس والاعتراف بأن هذا المغرب ليس هو الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس وبن سليمان..، الجانب المضيء والمُهتم به، بل هناك المغرب المنسي والمهمش وما يطلق عليه الكثير(المغرب العميق): مغرب يحتاج لنهضة واهتمام بل لمعجزة ليقوم من جديد ويلتحق بمسيرة التنمية التي تنهجها الحكومة. وإلا نحن كمن يعالج رِجلا ويترك أخرى ينتشر فيها المرض، ويطلب من صاحبها الوقوف عليها والالتحاق بالسباق رغم الألم وعدم القدرة على مجاراة الأبطال. النتيجة هي السقوط قبل الانطلاق والعودة إلى حيث كنا؛ لأنه ببساطة ومن غير المنطق أن يخوض المنافسة برجل واحدة.

     ما خرجت إليه وما تطالب به ساكنة أيت بوكماز إقليم أزيلال، عندما تسمع لأصواتهم وترى ملامحهم التي هزمها الزمن، ومرت عليها سنوات المعاناة وصبرت تنتظر الذي لم يأت. والغريب هو لما تتمعن في مطالبهم تجدها كلها مشروعة عادلة سهلة لا تتطلب التأويل والمناقشة والمماطلة والمزايدة السياسية:

- توسيع الطريق نحو أزيلال.

- تغطية المنطقة بشبكة الهاتف و الإنترنت. 

- توفير الماء والكهرباء و النقل المدرسي لأبنائهم لمواصلة دراستهم.

- تعيين طبيب بالمركز الصحي.

- إحداث ملاعب القرب.

   هل هذه المطالب مستحيلة وصعبة التحقق؟ أليس مشروعة وعادلة؟

كيف يحرم هؤلاء وغيرهم من طبيب ونقل وشبكة وكهرباء وماء وملاعب في مغرب 2025؟  

   أين الحكومة وبرنامجها الانتخابي ووعودها؟ وأين شعارها "الدولة الاجتماعية"؟ أين من صوتت لهم هذه الساكنة وأفرزتهم صناديق الاقتراح؟

لماذا لا يخرج الوزراء من مكاتبهم إلى الشارع ويسمعون لمطالب المواطنين؟ هل لابد من حراك ومسيرات وقطع مسافات على الأقدام والاصطدام بالأمن؟ لماذا لا تنتهجون السياسة الاستباقية وتطبيق توجيهات جلالة الملك نصره الله؟

لماذا اللامبالاة من طرف منتخبين ومسؤولين ترابيين وكل من أوكلت إليهم مهمة تنزيل المشاريع على أرض الواقع؟

لماذا لا نرى وفودا وزارية تتواصل مع المحتجين في عين المكان، وتتحاور معهم وتسمع لمطالبهم وتحسهم أنهم في قلب اهتماماتها وتوجهاتها كما نرى في العديد من الدول التي تحترم حقوق مواطنيها؟ أم نحن ممن خاطبهم جورج اوروبا: " الشعب الذي ينتخب ويختار الانتهازيين والفاسدين والمخادعين والخونة، لا يمكن اعتباره ضحية، بل شريكًا في الجريمة".

   يجب على الحكومة المغربية أن تستفيد من التجارب والدروس السابقة في الحراك الشعبي، وأن تستمع لنبض الشارع وتتقرب من المواطنين وتنصت لمطالبهم الاجتماعية المعقولة حتى لا تترك المواطن البسيط يفقد الثقة في المسؤولين، وفي ذات الوقت تترك المجال لأعدائنا وكل من يريد الشر بهذا الوطن العزيز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق