نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «ورش الكتابة» في دبي تصنع أدباء واعدين - تليجراف الخليج اليوم السبت 3 مايو 2025 08:27 صباحاً
مجالات إبداعية رحبة، ومساحات حرَّة تشعُّ بالجمال، ترسم دبي ملامحها الفنية، وتثري من خلالها خيال المواهب الشابة، وذلك عبر ورش الكتابة الأدبية التي تحتضنها، وتعزز فيها أواصر التواصل بين خبرات المبدعين الكبار وشغف الأدباء الجدد.
وأكد عدد من المنظمين والمشاركين في الورش الأدبية أن دبي أسهمت، ضمن هذه الجهود، في صناعة أدباء واعدين بصقل قدراتهم الإبداعية، وتنمية مهارة تذوق الأدب لدى المهتمين بأشكاله المختلفة.
تعاون مثمر

تليجراف الخليج
قالت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد، أمينة السر العام في مسرح دبي الوطني، لـ«تليجراف الخليج»، إن ثمة تعاوناً مثمراً بين مسرح دبي الوطني ومكتبة محمد بن راشد في مجال تنظيم الورش والدورات الأدبية السنوية التي تشكّل ضرورة ثقافية تعزز قيمة الإبداع في المجتمع، مشيدة بالقامات المتميزة التي تستضيفها تلك الورش للاستفادة من خبراتها الطويلة في مجالات متنوعة.
ورأت الهنوف أن أهم ما يميز الورش الأدبية التي تحتضنها دبي، كورشة «فن كتابة النص المسرحي» التي أقيمت أخيراً بمكتبة محمد بن راشد، العدد الكبير الذي يثري الفعالية ويحقق الاستفادة والمتعة معاً، ويعكس حرص المواهب الجديدة المتعطشة للتعلُّم واكتساب المهارات، مؤكدة أن الورش الأدبية قادرة على إنتاج كتَّاب جدد، وأن أسماء لامعة من المبدعين القدماء كانوا ثمرة مثل تلك الورش.

تليجراف الخليج
من جانبه، نوَّه الناشط الاجتماعي خالد الحداد بأهمية الورش الأدبية التي تقام ضمن فعاليات دبي المتنوعة وتتسم بالتميُّز، وتؤدي دوراً إيجابياً ملحوظاً في مجالات عدة، مشيراً إلى أن الهدف الذي يطمح إليه المشارك في تلك الورش هو ما يحدد طبيعة الاستفادة التي يجنيها.
وأوضح الحداد أن اهتمامه كان منصبّاً على فكرة التأليف المسرحي ومعرفة المصطلحات الضرورية التي دوَّنها خلال مشاركته في ورشة «فن كتابة النص المسرحي» بمكتبة محمد بن راشد؛ لتوظيف ذلك في الأعمال المسرحية التي يعتزم تقديمها مستقبلاً، لافتاً إلى أن قيمة تلك الورش تكمن في تثقيف المجتمع بجوانب الإبداع المختلفة وتنمية المواهب وتطويرها.

تليجراف الخليج
من جهته، لفت الدكتور محمود بكري الأمين، أحد المهتمين بحضور الورش الأدبية في دبي، إلى أن أبرز ما يجذبه للمشاركة الاهتمام بالفروق الجوهرية بين المسرح والرواية والتقنيات المختلفة، والتعرُّف إلى دور الحبكة في صناعة التشويق الأدبي.
موضحاً أن تلك الورش تمكِّن المشاركين فيها من إدراك جوانب مهمة في تاريخ تطوُّر الأنواع الأدبية والدور الفعَّال الذي تؤديه في المجتمع.
وبيَّن الأمين أن تلك الورش تمسُّ احتياجات الكتَّاب والباحثين، وتعزز القدرة على تذوُّق الأشكال الأدبية المختلفة، وتضع المهتمين باللون الأدبي الذي يعكفون على دراسته في أول الطريق؛ لما تتسم به من كثافة واختزال للمعلومات الغزيرة وشرحها بصورة مبسَّطة خلال أيام، داعياً إلى منح المشاركين في الورش الأدبية مزيداً من الوقت لمزاولة التدريبات العملية والتمكُّن من اكتساب المهارات المطلوبة بصورة أفضل.

تليجراف الخليج
من ناحيته، أوضح أحمد محمد إسماعيل، الذي شارك في عدد من الورش الأدبية والمسرحيات بدبي، أن الأسلوب الذي يتمتع به مقدِّم الورشة هو العامل الأساسي الذي يجذبه إلى المشاركة فيها والسعي إلى الاستفادة، منوهاً بالطريقة المثلى التي تجمع بين الدقة والبساطة في توصيل المعلومة.
وقال إسماعيل: «إن الورش الأدبية التي تحتضنها دبي تسهم في صناعة أديب متميز، إذا توافرت معها عوامل أخرى ضرورية، أهمها الشغف بالنوع الأدبي الذي يمارسه الشخص الموهوب، وأن يكون قارئاً نهماً ومجتهداً في تطوير أدواته الإبداعية»، لافتاً إلى دور النقاش الثري الذي تصنعه تلك الملتقيات.
معرفة موسوعية
وأكدت نانيس عفيفي، المهتمة بالتعليق الصوتي والكتابة القصصية، أن تلك الورش الأدبية التي تقام بصورة مستمرة ومكثفة في مكتبة محمد بن راشد لا تقتصر فائدتها على إكساب المتخصصين مهارات في الفن الذي تميَّزوا فيه، وإنما تفتح آفاقاً جديدة حتى لغير المشتغلين بالتخصص نفسه.
مشيرة إلى أن التأثير الإيجابي الذي تحدثه الورش الأدبية راجع إلى الثّقل المعرفي والخبرات المتراكمة التي يتصف بها المتحدثون في تلك المبادرات.
وأشارت نانيس إلى ضرورة أن يتسم المبدع بالفضول التلقائي والرغبة في المعرفة الموسوعية؛ ليصبح ملمّاً بزوايا متعددة يرى من خلالها الفنون الأدبية بصورة أكثر شمولية، مؤكدة أن المشاركة في الورش الأدبية تغذي الفكر وتمنح الفرد قدرة أكبر على الإبداع في مجاله.
0 تعليق