حين اجتمع الحلم بالإصرار، تحوّل طموح شباب الإمارات إلى ميداليات تتلألأ فوق صدورهم في دولة الكويت، بعدما تألق منتخب الخماسي الحديث في بطولة كأس غرب آسيا «ليزر رن»، محققاً المركز الأول في فئتي الفرق تحت 15 عاماً والفئة المفتوحة، إلى جانب صعود عدد من لاعبيه إلى منصات التتويج في المسابقات الفردية، وسجّل ذياب الكتبي اسمه بطلاً في فئة تحت 13 سنة.

وحل زميله عبدالله عيسى آل علي وصيفاً، بينما جاء سالم الكتبي ثالثاً، أما في فئة تحت 15 عاماً، فقد أحرز مهير سليمان المركز الثالث، وضمن فئة تحت 19 عاماً، انتزع محمد اليليلي المركز الثاني، وفي الفئة العمومية، خطف جاسم العبدولي الذهب، وتبعه حمد الدوسري في المركز الثاني.

بهذا الحصاد، أثبت المنتخب الإماراتي أنه لا يشارك فقط، بل ينافس من أجل القمة، مدعوماً بجهاز فني وإداري نجح في بناء منظومة متكاملة، وجيل جديد قادر على تمثيل الدولة بأفضل صورة في المحافل الإقليمية والدولية.

وفي حديث خاص لـ«تليجراف الخليج»، عبّرت الدكتورة هدى المطروشي، رئيس اتحاد الإمارات للخماسي الحديث، عن سعادتها الكبيرة بما تحقق في البطولة، مؤكدة أن التتويج لم يكن ضربة حظ، بل ثمرة عمل طويل وإعداد مدروس بدأ منذ شهور، وشمل كل الجوانب الفنية والنفسية والبدنية.

وأضافت المطروشي أن المنتخب دخل البطولة بطموحات واضحة، مع ثقة كبيرة في قدرات اللاعبين على المنافسة الجادة أمام منتخبات قوية صاحبة تاريخ، قائلة:

«شاركنا بطموح كبير وثقة في إمكانيات لاعبينا، والحمد لله نجحنا في تحقيق نتائج مبهرة تعكس جودة العمل الفني والإداري، وتؤكد أن خطط الاتحاد تسير في الاتجاه الصحيح».

وأشارت إلى أن النتائج التي تحققت، سواء في الفردي أو الفرق، تمثل انعكاساً مباشراً لحجم الجهد المبذول من الجميع، بدءاً من اللاعبين مروراً بالجهاز الفني وصولاً إلى الإدارة، وأن هذه الإنجازات ستشكل قاعدة قوية للانطلاق نحو مراحل أكثر تطوراً في المستقبل.

وتابعت هدى المطروشي حديثها مؤكدة أن الاستعداد للبطولة لم يكن عادياً، بل جاء من خلال برامج تأهيل متكاملة، قائلة: «أقمنا معسكرات تدريبية مكثفة، وحرصنا على توفير كل سبل الدعم للاعبين، سواء من الجانب البدني أو النفسي أو الغذائي، إلى جانب التأهيل الطبي، كل عنصر في الفريق دخل البطولة وهو جاهز بنسبة 100 %».

تحديات

وعن طبيعة التحديات التي واجهها المنتخب خلال المنافسات، قالت رئيس الاتحاد: «واجهنا منتخبات لها تاريخ طويل وخبرة كبيرة في اللعبة، مثل السعودية والعراق ولبنان.

وكانت المنافسة قوية جداً، لكن عزيمة لاعبينا وثقتهم بأنفسهم، إلى جانب كفاءة الجهاز الفني بقيادة الكابتن محمد قاسم، جعلت الفارق لصالحنا، ونجحنا في تقديم صورة مشرّفة للإمارات».

وأشارت المطروشي إلى أن ما تحقق في الكويت لا يُعد نهاية المطاف، بل محطة أولى في مشوار طموح أكبر، مضيفة: «ننظر إلى هذا الإنجاز على أنه حافز لبذل المزيد في الاستحقاقات القادمة، خطتنا تتضمن المشاركة في بطولات أكثر قوة وتنوعاً، سواء على المستوى القاري أو الدولي، بهدف إعداد لاعبينا ليكونوا في صدارة الترتيب العالمي».

وفي ختام حديثها، وجّهت الدكتورة هدى رسالة شكر وتقدير لأعضاء المنتخب، قائلة: «فخورة بكم فرداً فرداً، أظهرتم التزاماً عالياً داخل وخارج أرضية المنافسات، وكان أداؤكم يعكس صورة الرياضة الإماراتية المشرقة، أنتم بالفعل سفراء لرياضتنا».

كما تقدمت بالشكر إلى الجماهير وأولياء الأمور وكل من وقف خلف المنتخب، مؤكدة أن العمل سيتواصل على النهج نفسه لتطوير اللعبة، ونشرها على أوسع نطاق في الدولة.