نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دوري أبطال أوروبا.. ماكينة اقتصاد لا تهدأ.. وأرباح تتجاوز حدود المستطيل الأخضر - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 12 مايو 2025 10:30 مساءً
2.1 مليون يورو للفائز في المواجهات.. والتعادل 700 ألف يورو
35 % من إجمالي الجوائز للأندية الجماهيرية العريقة
حين تنطلق صافرة البداية في دوري أبطال أوروبا، لا تتحرك الكرة وحدها، بل تبدأ معها عجلة اقتصادية هائلة في الدوران.
هذه البطولة التي كانت يوماً ما حلماً رياضياً يراود أندية القارة العجوز، أصبحت في السنوات الأخيرة حلماً مالياً لا يقل إغراءً، ومصدراً حيوياً للدخل تعتمد عليه الأندية الكبرى لتأمين استقرارها المالي، بل وحتى بعض الأندية المتوسطة التي تبني موازناتها السنوية على أمل الوجود في هذا المحفل الأوروبي.
ووضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، الذي يدير البطولة بعقلية تجارية بحتة، نظاماً مالياً متشعباً لتوزيع الجوائز، يتضمن ثلاثة مكونات رئيسة.. أولها «الحصة المتساوية» التي تمثل نسبة 27.5% من إجمالي الجوائز، وتحصل بموجبها جميع الأندية المشاركة في مرحلة المجموعات على مبلغ أساسي يبلغ 18.62 مليون يورو، بغض النظر عن نتائجها، أما المكون الثاني فيتمثل في «مكافآت الأداء» بنسبة 37.5%، وتشمل جوائز مقابل النتائج في المباريات، حيث يحصل الفائز في كل مواجهة على 2.1 مليون يورو، بينما يمنح التعادل 700 ألف يورو، إلى جانب مكافآت تصاعدية ترتبط بترتيب الفريق في المجموعة، ومكافآت التأهل إلى المراحل الإقصائية، بدءاً من 11 مليون يورو في دور الـ16، و12.5 مليوناً لربع النهائي، و15 مليوناً لنصف النهائي، ثم 18.5 مليون يورو للمشاركة في النهائي، إضافة إلى 6.8 ملايين يورو يحصل عليها البطل.
وتعتبر أكثر المكونات إثارة للجدل ما يُعرف بـ«عامل القيمة السوقية والتاريخية»، الذي يمثل 35% من إجمالي الجوائز، هذا البند يمنح أفضلية مالية للأندية التي تملك تاريخاً أوروبياً طويلاً أو قاعدة جماهيرية ضخمة، حيث يتم احتساب نقاط استناداً إلى أداء الأندية خلال السنوات العشر الأخيرة، وقيمة حقوق البث التلفزيوني في بلد كل نادٍ، وهو ما يضع فرقاً مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول في موقع متقدم مالياً، حتى قبل انطلاق البطولة.
معادلة
هذه المعادلة تفسر لماذا بلغ دخل باريس سان جيرمان في النسخة الحالية من البطولة 137 مليون يورو، وهو الأعلى حتى الآن، مقابل 136 مليوناً لإنتر ميلان، وهما طرفا النهائي المرتقب، فيما حل أرسنال ثالثاً بـ 116.9 مليون يورو رغم خروجه من نصف النهائي، متفوقاً على برشلونة الذي حصد 116.5 مليون يورو.
وتشير الأرقام إلى أن باريس سان جيرمان نجح في تصدر قائمة الأندية الأكثر ربحاً من دوري الأبطال في موسم 2024 / 2025، مستفيداً من تأهله إلى النهائي، وتحقيق نتائج متقدمة، إضافة إلى حصته الكبيرة من البند التاريخي، ,خلفه جاء إنتر ميلان بإيرادات بلغت 136 مليون يورو، ثم أرسنال، فبرشلونة، وبايرن ميونخ بـ105 ملايين، ثم بوروسيا دورتموند بـ102 مليون، وريال مدريد بـ101.8 مليون، وليفربول بـ98 مليوناً، يتبعه باير ليفركوزن بـ87 مليوناً، وأتلتيكو مدريد الذي حل في المركز العاشر بإجمالي 84 مليون يورو.
نهائي
ومع اقتراب النهائي المرتقب في 31 مايو الجاري على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، تتجه الأنظار إلى المواجهة المرتقبة بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان، ولكن بعيداً عن المجد الكروي، فإن مكافآت ضخمة تنتظر الطرفين.. البطل سيحصل على 6.8 ملايين يورو إضافية، لترتفع حصته الإجمالية إلى نحو 145 مليون يورو.
كل ما سبق، يؤكد أن دوري الأبطال أصبح منتجاً اقتصادياً متكاملاً، يديره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» ككيان تجاري يستفيد من كل تفصيلة، من حقوق البث، إلى عقود الرعاية، إلى مبيعات التذاكر، إلى رفع القيمة السوقية للأندية.. وشهد الموسم الحالي، على سبيل المثال، أعلى قيمة جوائز في تاريخ البطولة بإجمالي بلغ 2.47 مليار يورو، ما يؤكد أن حدود الأرباح تجاوزت كثيراً ما يُوزع داخل الملعب.
ودفع الواقع المالي الجديد العديد من الأندية الكبرى إلى إدخال دوري الأبطال كبند رئيسي في موازناتها السنوية.. ريال مدريد ومانشستر سيتي، على سبيل المثال، يضعان في تقديراتهما أن الفريق سيبلغ ربع النهائي على الأقل، وهو ما ينعكس في خطط التعاقدات، أما باريس سان جيرمان، فبنى جزءاً من صفقاته الكبرى على توقعات دخل مباشر من دوري الأبطال، وتحقيق هذه العوائد بات أمراً حيوياً، ليس فقط لتحقيق الطموحات الفنية، بل لضمان التوازن المالي.
مشاركة
في المقابل، هذا النظام خلق نوعاً من الإدمان المالي، إذ أصبحت بعض الأندية في أوروبا تعتمد كلياً على المشاركة القارية لتفادي أزمات اقتصادية محتملة، أندية مثل نابولي، بورتو، وأياكس، تجد نفسها في موقف حرج إذا غابت عن دوري الأبطال، لأن الغياب لا يعني فقط الابتعاد عن الأضواء، بل خسارة عشرات الملايين من اليورو، ما يضطرها أحياناً إلى تقليص النفقات أو بيع نجومها للحفاظ على الاستقرار المالي.
في الوقت نفسه، يعزز النظام الحالي الفجوة بين أندية القمة وبقية الفرق الأوروبية، فحصول 35% من الجوائز على أساس التاريخ والقيمة السوقية يمنح الأندية الكبرى حصة مضمونة من الكعكة، حتى لو لم تحقق نتائج أفضل من منافسين صاعدين.. وهو ما يجعل نادياً مثل ريال مدريد أو بايرن ميونخ يربح أكثر من نادٍ آخر ربما قدّم موسماً استثنائياً على أرض الملعب، لكنه لا يملك التاريخ ذاته.
0 تعليق