في مشهد يتكرر كل صباح، يبدأ المواطن المصري يومه بالسؤال عن سعر كرتونة البيض وكيلو الفراخ، وكأنها مؤشرات بورصة غذائية يومية ترسم ملامح مزاج الأسواق. 

وطبقا لـ تليجراف الخليج ، اليوم، الثلاثاء 13 مايو 2025، تفاجأ المتابعون بتطورات غير متوقعة، حملت في طياتها بعض الأمل الممزوج بالحذر، وسط حالة من التذبذب المستمر في سوق الدواجن.

الفراخ البيضاء تتراجع.. وانفراجة محدودة للمستهلك

بعد موجات متتالية من الارتفاعات أرهقت الجيوب، سجلت أسعار الفراخ البيضاء تراجعًا طفيفًا في البورصة، حيث بلغ سعر الكيلو ما بين 93 إلى 94 جنيهًا، في حين وصل سعره في الأسواق للمستهلك ما بين 103 و104 جنيهات، ورغم أن هذا التراجع يُعد نسبيًا، فإنه يشكل بارقة أمل للعديد من الأسر التي باتت تترقب كل تغيير في الأسعار بقلق دائم.

الساسو تواصل الارتفاع.. والتجار يبررون

على النقيض، قفز سعر الفراخ الساسو بشكل مفاجئ بنحو 3 جنيهات للكيلو، ليسجل في البورصة حوالي 85 إلى 86 جنيهًا، بينما وصل في الأسواق إلى ما بين 95 و96 جنيهًا، وأرجع بعض التجار هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب من فئات معينة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التربية، خاصة في المزارع الصغيرة التي تعاني من نقص الموارد.

البيض يدخل على خط التقلبات.. وزيادات جديدة تلوح بالأفق

لم تكن الدواجن وحدها في مرمى تغيّرات السوق، إذ شهدت كرتونة البيض الأبيض زيادة بنحو 4 جنيهات، ليصل سعرها اليوم إلى 110 جنيهات، كما ارتفعت كرتونة البيض الأحمر بنفس القيمة، لتبلغ 120 جنيهًا، في حين حافظ البيض البلدي على صدارته بسعر 140 جنيهًا للكرتونة. 

وهذا الارتفاع الجديد يعكس استمرار اضطرابات السوق المرتبطة بعوامل عدة، منها أسعار الأعلاف، والتكاليف التشغيلية، واختلالات الطلب والعرض.

سوق غير مستقر.. والمستهلك يدفع الثمن

منذ بداية العام، تتسم حركة سوق الدواجن والبيض في مصر بالتقلب شبه اليومي، ما يجعل من الصعب على المستهلكين، وحتى على التجار، التنبؤ بما سيحدث غدًا، وهذه الحالة من عدم الاستقرار ترهق الجميع، وتفرض تحديات يومية في إدارة الميزانية لدى الأسر المصرية.

البيض الأبيض.. نجم المائدة المصرية رغم التقلبات

في ظل الفروقات السعرية بين أنواع البيض، يبقى البيض الأبيض الخيار الأكثر تفضيلًا لدى المستهلك، نظرًا لتوازن سعره وجودته، مقارنة بالبيض البلدي الذي يحافظ على سعره المرتفع لاعتبارات متعلقة بالطلب المرتفع عليه من شريحة خاصة من الزبائن.

في خضم كل هذه التقلبات، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات حكومية واضحة لضبط الأسواق، ومراقبة سلاسل الإمداد، واحتواء التغيرات غير المنطقية التي تثقل كاهل المواطن، وبين صعود وهبوط، يبقى المستهلك هو الحلقة الأضعف في معادلة اقتصادية لا ترحم.