شمس الدين العلالي… ولادة نجم من رحم أسطورة الوداد - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: شمس الدين العلالي… ولادة نجم من رحم أسطورة الوداد - تليجراف الخليج اليوم الخميس 15 مايو 2025 05:58 مساءً

في لحظة لم تكن عابرة، وقبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية مباراة الوداد الرياضي أمام نهضة الزمامرة بحوالي عشر دقائق، اهتزت مدرجات مركب محمد الخامس، ليس بهدف، بل باسم. اسمٌ جديد دوّى في السماء الحمراء.. "شمس الدين العلالي". شاب لا يتجاوز عمره 18 عامًا، دخل رقعة الميدان وكأنه وُلد هناك، كأن العشب يعرفه والجماهير تحفظ ملامحه منذ سنين. كانت تلك اللحظة أكثر من مجرد مشاركة أولى، كانت إعلانًا غير مكتوب بأن نجمًا وُلد من قلب الدار، من قلب المدرسة، من قلب "الوداد".

الجماهير لم تهتف له فقط لأنه شاب واعد، بل لأنه يمثل قصة متكاملة. فوالده "رضوان العلالي"، ليس اسمًا عابرًا في تاريخ الوداد، بل صفحة ناصعة بالدماء والعطاء. واليوم، يعود هذا الاسم للواجهة، لا بذكريات الماضي، بل بأقدام "شمس الدين"، الذي سار على خطى والده لكن بخطى واثقة نحو مستقبل قد يكون أكثر إشراقًا. لحظة دخوله الميدان كانت صدىً لما طالبت به الجماهير طويلاً: "بغينا فرصة لأبناء المدرسة، نريد أن نرى أبناءنا في الميدان، نريد أن نراهن على من يلعبون بالشغف قبل الأجر".

وفي الدقائق التي قد لا تعني شيئًا في الأرقام، صنع "شمس الدين" الكثير. لم يتردد، لم يتلعثم، بل مرر كرة من ذهب كادت أن تُترجم إلى هدف لولا سوء الحظ. لقطة واحدة كانت كافية لتقول إنه ليس مجرد شاب محظوظ، بل لاعب يملك من الوعي والمهارة ما يؤهله ليكون عنصرًا أساسيًا لا مجرد بديل. جسده يقول "18 سنة"، لكن حضوره الذهني وتصرفه في الميدان يقولان أنه "لاعب ناضج، جاهز، ينتظر فقط أن تُفتح له الأبواب".

ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الشاب هو هداف فريق الأمل، متعدد المراكز، لاعب يملك المرونة والذكاء الكروي، ويعرف متى يراوغ، ومتى يمرر، ومتى يصمت. خبرته لم تتوقف عند حدود الدار البيضاء، بل حمل قميص المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة في محطات قارية وعربية، وترك بصمته هناك أيضًا. وسبق له أن نال ثقة المدرب السابق "رولاني موكوينا"، الذي منحه فرصة الاندماج في معسكر الفريق الأول، ودفع به أساسيًا في كأس التميز، وكأنه يراهن على مستقبل يحمله هذا الشاب.

الآن، وبعد هذا الظهور المميز، صارت الجماهير تطالب بما هو أكثر من التصفيق: تطالب بضمان استمرارية هذه الموهبة. تطالب بعقد رسمي، بتحصين حقيقي، بمكان داخل الفريق الأول لا يتأثر بتقلبات المزاج الفني أو نتائج السوق. لأنهم يدركون، وبكل وضوح، أن مثل هذه المواهب لا تأتي كل يوم، وأن "شمس الدين" ليس مجرد لاعب واعد، بل مشروع نجم كبير، ومصدر إلهام لبقية أبناء المدرسة، الذين ينتظرون فرصتهم للظهور تحت الأضواء.

ما فعله "شمس الدين" في تلك اللحظات القليلة، لم يكن مجرد إثبات للذات، بل كان وعدًا للمستقبل. وعدًا بأن الوداد قادرة على إنتاج من يصنع الفارق، دون الحاجة إلى انتدابات بمبالغ فلكية، وبدون المغامرة بأسماء تفتقر للروح والانتماء. لحظة دخوله كانت فرحة، وصرخة، ودرسًا في آنٍ واحد. والرسالة كانت واضحة: من ترعرع داخل أسوار النادي، يعرف كيف يحمي ألوانه... ويعرف كيف يسطع نجمه حين يُمنح الضوء.

d00729d35f.jpg

c6d67644fb.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق