تشهد دولة الإمارات طفرة في قطاع الخدمات اللوجستية، حيث يُتوقع أن ينمو السوق بقيمة 11.37 مليار دولار خلال الفترة من 2024 إلى 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.1 %، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة «تيكنافيو» Technavio العالمية المتخصصة في أبحاث الأسواق.

وأظهر التقرير أن نمو القطاع اللوجستي القوي في الإمارات يرتكز عدة عوامل رئيسية أبرزها ازدهار قطاع التجارة الإلكترونية، والتوسع في استخدام النقل المتعدد الوسائط، إلى جانب زيادة الاعتماد على خدمات الطرف الثالث في الخدمات اللوجستية.

وبحسب التقرير، فإن القطاع يشهد تحولات نوعية بفعل التحول الرقمي المتسارع واستخدام تقنيات البلوك تشين، ما يعزز من كفاءة العمليات وسرعة الإنجاز، إلى جانب تزايد الطلب على الخدمات اللوجستية الصديقة للبيئة. كما يعكس التقرير توقعات إيجابية باستمرار توسع هذا القطاع الحيوي، الذي يمثل شرياناً أساسياً في التجارة الدولية لدولة الإمارات.

ومع تسارع نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة، ارتفع الطلب على خدمات التخزين والتوزيع وخدمات التوصيل السريع، الأمر الذي أسهم في إعادة تشكيل سلاسل التوريد وتوسيع الاستثمارات في مراكز الفرز الذكية والمستودعات المؤتمتة.

وقد دخلت شركات عالمية وإقليمية عدة في شراكات مع مؤسسات محلية لتطوير حلول لوجستية مرنة تعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وزيادة سرعة التسليم. وتحتضن الإمارات مجموعة من أهم الموانئ والمطارات في العالم، يأتي في مقدمتها ميناء جبل علي، الذي يُعد من بين أكبر الموانئ في العالم من حيث السعة التشغيلية والربط اللوجستي.

بالإضافة إلى مطار دبي الدولي، الذي يحتل مكانة مرموقة في حركة الشحن الجوي. كما تلعب المنطقة اللوجستية في دبي الجنوب دوراً متصاعداً في دعم سلاسل الإمداد والتوزيع، من خلال منشآت حديثة ومرافق متكاملة.

وفي ظل ما تشهده دولة الإمارات من نمو اقتصادي وتطور تشريعي، فإن قطاع الخدمات اللوجستية مهيأ للعب دور أكثر تأثيراً في المرحلة المقبلة، ليعزز مكانة الإمارات كمركز لوجستي عالمي في قلب طرق التجارة الدولية.