نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: نووي إيران .. ترمب يتشبث بالدبلوماسية ويحذر "إسرائيل" من عرقلة المفاوضات - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 06:27 مساءً
تليجراف الخليج - في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتفاوض على اتفاق نووي مع إيران، يُهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة المحادثات بضرب منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران، وهو ما بات يؤرق الإدارة الأميركية ويدفعها إلى تسريع وثيرة المحادثات للتوصل إلى اتفاق.
واشتدّ الخلاف بين واشنطن و "تل أبيب" بشأن النهج الأكثر فعالية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ما أدى إلى محادثات متوترة بين ترمب ونتنياهو، فضلاً عن سلسلة من الاجتماعات في الأيام الأخيرة بين كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، فبينما تميل إدارة ترمب إلى سلك الخيار الدبلوماسي، تصرّ "إسرائيل" على ضرورة ضرب منشآت التخصيب النووية لـ"ردع طهران" قبل التوصل إلى أيّ اتفاق.
وتشعر إدارة ترمب بالقلق من أن نتنياهو قد يعطل المحادثات النووية مع إيران، وربما يأمر بشن هجوم حتى لو تم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي؛ إذ قدّرت الاستخبارات الأميركية، أن مثل هذا الهجوم قد يقع في غضون 7 ساعات فقط من إصدار نتنياهو الأمر، وهو ما لن يترك وقتاً كافياً للضغط على عليه لإلغائه، حسبما ذكرت "نيويورك تايمز".
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الرئيس ترمب، حذر نتنياهو في مكالمة هاتفية، الخميس الماضي، من اتخاذ أي خطوة من شأنها تقويض المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي.
حذر ترمب نتنياهو في مكالمة هاتفية، من اتخاذ أي خطوة من شأنها تقويض المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي، وسط تصاعد مخاوف الإدارة.
والأحد، قال ترمب إن "أمراً جيداً" قد يحدث في إطار جهوده لكبح برنامج طهران النووي الإيراني، خلال "اليومين المقبلين"، لكن مسؤولين مطلعين على المحادثات قالوا إن أي إعلان من المرجح أن يركز على المبادئ العامة. ومن المرجح أن تمهد التفاصيل التي تُناقش حالياً الطريق لمزيد من المفاوضات، بدءاً من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بنفسها، حتى بمستويات منخفضة، وكيفية تخفيف الكمية التي بحوزتها أو إخراجها من البلاد.
ولا تزال المفاوضات الأميركية مع الإيرانيين جارية، وكذلك المحادثات بين كبار مسؤولي إدارة ترمب والمسؤولين الإسرائيليين.
الدعم الأميركي "على المحك"
وبحسب صحيفة "نيويور تايمز"، أثار التقييم الأميركي نفسه تساؤلات بشأن فعالية أي هجوم إسرائيلي دون دعم أميركي. وصرحت عدة مصادر إسرائيلية مقربة من نتنياهو للصحيفة الأميركية، بأنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار سوى مساعدة "إسرائيل" عسكرياً إذا ردت إيران.
كما أبلغ "مسؤولون إسرائيليون" نظراءهم الأميركيين، أن نتنياهو قد يأمر بشن هجوم على إيران حتى في حال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي. ووفقاً لعدة مصادر مطلعة على الأمر، فقد أمر نتنياهو، بعد اجتماعه مع ترمب في البيت الأبيض في أبريل الماضي، مسؤولي الأمن الإسرائيليين بمواصلة التخطيط للهجوم على إيران، بما في ذلك عملية محدودة لا تتطلب مساعدة أميركية.
وأفادت التقارير، بأن لدى "إسرائيل" خططاً مختلفة لشن هجوم على إيران، تتراوح بين عملية مستهدفة ومهاجمة منشآت إيرانية لعدة أيام، بما في ذلك في عدة مدن مكتظة بالسكان.
تغيير العقيدة النووية.. ورقة إيران الأخيرة في وجه "تهديد وجودي" من "إسرائيل"
يهدد عدد من المسؤولين الإيرانيين بالتحول إلى الردع النووي، إذا هاجمت "إسرائيل" المنشآت النووية الإيرانية. فما هي مرتكزات العقيدة النووية الإيرانية؟
في حين تشعر تل أبيب بالقلق من أن الرئيس ترمب يتجه نحو اتفاق مع طهران "لا يخدم مصالح "إسرائيل"، والذي يترك قدرات التخصيب في أيدي الإيرانيين، حذر الأميركيون "إسرائيل" من مفاجأتهم بأي خطوة عسكرية قد تقوض المحادثات.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أبريل، أن "إسرائيل" كانت تخطط لضرب مواقع نووية إيرانية في مايو الجاري، لكن ترمب رفض ذلك، وبدلاً من ذلك، واصل التفاوض مع طهران. ومع ذلك، واصل نتنياهو الضغط من أجل العمل العسكري دون مساعدة أميركية.
وكشفت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، التي وصلت إلى "إسرائيل" هذا الأسبوع في زيارة سريعة، أن واشنطن منحت طهران بضعة أيام فقط لتقرر ما إذا كانت ستقبل أو ترفض الاتفاق المقترح.
وقت مناسب لشن هجوم؟
وذكرت "نيويورك تايمز" أن نتنياهو أبلغ ترمب أن "ضعف إيران لن يدوم طويلاً"، وأن "الوقت مناسب لشن هجوم". بينما جادل ترمب بأن "ضعف إيران يجعل هذه اللحظة مثالية للتفاوض على إنهاء برنامج التخصيب الإيراني"، مدعوماً بالتهديد بالعمل العسكري في حال انهيار المحادثات.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون، أن يكون ترمب الآن "متلهفاً جداً" لعقد صفقة خاصة به، سيحاول تسويقها على أنها أقوى من تلك التي توصلت إليها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في عام 2015، لدرجة أنه سيسمح لإيران بالاحتفاظ بمنشآت تخصيب اليورانيوم.
في الشهر الماضي، أصر نتنياهو على أن "الصفقة الجيدة" الوحيدة ستكون تلك التي تُفكك "جميع البنية التحتية" للمنشآت النووية الإيرانية الضخمة، المدفونة تحت الصحراء في نطنز، وفي أعماق جبل في موقع يُسمى "فوردو"، وفي منشآت منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
إصرار إيراني على استمرار التخصيب
وترفض إيران وقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم على أراضيها، إذ قال وزير الخارجية عباس عراقجي، الثلاثاء، إنه إذا أصرت القوى الغربية على "عدم تخصيب اليورانيوم في إيران"، فلن يبقى لدينا ما نناقشه بشأن القضية النووية.
وكتب عراقجي على منصة "إكس": "واصلت إيران التعاطي متعدد الأطراف مع بريطانيا وباقي الأعضاء الأوروبيين المتبقين في الاتفاق النووي على أساس حسن النية، حتى في ظل الظروف التي لا تزال فيها الولايات المتحدة لا ترغب في إشراك هذه الأعضاء في مسار المفاوضات الجارية".
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أنه "إذا كان موقف بريطانيا هو تصفير التخصيب في إيران، وهو يمثل انتهاكاً صارخاً لمعاهدة عدم الانتشار وكذلك التزامات بريطانيا باعتبارها عضواً من الأعضاء المتبقين في الاتفاق النووي، فلن يكون هناك أي موضوع بيننا لإجراء مفاوضات بشأن الملف النووي".
من جانبه، قال محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأربعاء، إن بلاده قد تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال مفتشين أميركيين لزيارة المواقع النووية الإيرانية إذا نجحت المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
وأضاف: "من الطبيعي ألا يُسمح لمفتشين من دول معادية بالدخول، ولكن في حال التوصل إلى اتفاق نووي، فقد نسمح للمفتشين الأميركيين العاملين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعنا النووية".
وفي محاولة لمنع انهيار المفاوضات، ناقش مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وسلطنة عُمان، التي تلعب دور الوسيط، خيارات عديدة؛ من بينها مشروع إقليمي مشترك محتمل لإنتاج الوقود لمفاعلات الطاقة النووية مع إيران وقوى عربية أخرى. لكن مكان التخصيب الفعلي لم يُحدد بعد، حسبما ذكرت "نيويورك تايمز".
هو السباق بين الحل الدبلوماسي، أو فرض عقوبات جديدة، من دون استبعاد أي عمل عسكري، إذا لم تصل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة إلى نهاية سعيدة.
وتقول مصادر لـ"نيويورك تايمز"، إن ويتكوف قد تخلى أيضاً عن اعتراضاته السابقة على تفاهم مؤقت يضع مبادئ لاتفاق نهائي. لكن هذا قد لا يُرضي "إسرائيل"، أو صقور الكونجرس بشأن إيران.
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، لم يكتف الإيرانيون بإحياء وتحسين منشآتهم النووية، بل أنتجوا أيضاً كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60%، أي أقل بقليل مما يُعتبر "درجة صنع قنبلة". وقدّر مسؤولو الاستخبارات الأميركية، أن تحويل هذا اليورانيوم إلى وقود مخصب بنسبة 90% وهي النسبة اللازمة لصنع قنبلة سيستغرق بضعة أسابيع، وأن إنتاج سلاح نووي فعلي سيستغرق ما بين بضعة أشهر وعام، وفقاً لتقديرات مسؤولي الاستخبارات الأميركية.
شكوك إسرائيلية
ويشكك الإسرائيليون بشكل خاص، في أي اتفاق مؤقت قد يُبقي المنشآت الإيرانية قائمة لأشهر أو سنوات، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. وفي البداية على الأقل، كانت إدارة ترمب متشككة أيضاً. وأخبر ويتكوف، كبير المفاوضين الأميركيين، وزير الخارجية الإيراني، أن ترمب يريد اتفاقاً نهائياً في غضون شهرين تقريباً.
لكن هذا الموعد النهائي على وشك الانتهاء، ولا تزال هناك فجوة كبيرة بشأن مسألة ما إذا كان سيُسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، وهو ما تقول طهران إنه حقها بصفتها دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي.
وتبدو إدارة ترمب أكثر انفتاحاً على نوع من الإعلان المؤقت للمبادئ المشتركة، لأنه قد يُساعد في صد ضربة "إسرائيلية".
ويقول الخبراء إنه لإرضاء الإسرائيليين و"صقور الكونجرس"، سيتعيّن على أي اتفاق مؤقت، على الأرجح، أن يُلزم إيران بشحن وقودها شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل إلى خارج البلاد أو "تخفيضه" إلى مستوى أدنى بكثير. سيُمكّن ذلك ترمب من الادعاء بأنه قضى، مؤقتاً على الأقل، على خطر تسارع إيران نحو امتلاك سلاح نووي.
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني تسير في الاتجاه الصحيح، معرباً عن أمله في استمرار إحراز تقدم في المحادثات.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق