خالد زين الدين لـ تليجراف الخليج: التقارب الأميركي الروسي ضرورة استراتيجية لمواجهة تمدد الصين وتفادي حرب عالمية - تليجراف الخليج

في تصريحات خاصة أدلى بها من بروكسل لموقع "تليجراف الخليج"، أكد الدكتور خالد زين الدين، الكاتب والمحلل السياسي، أن التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا أصبح ضرورة استراتيجية تخدم مصالح واشنطن أولاً، في ظل تمدد الصين المتسارع عالمياً. 
كما شدد على أن استقرار العالم اليوم بات مرهوناً بتفاهم هذه القوى العظمى، وأن أوروبا لا تملك أدوات المواجهة دون المظلة الأميركية.

الصين تغزو العالم بلا مدافع

أوضح زين الدين أن الخطر الحقيقي اليوم يتمثل في التمدد الصيني عبر مشروع "الحزام والطريق"، الذي يهدف إلى السيطرة على الأسواق، والصناعات، والثقافات في أكثر من 130 دولة حول العالم. 
وقال إن الصين لا تكتفي بالاستثمار الاقتصادي، بل تمارس "غزواً تربوياً وثقافياً"، قد يعيد تشكيل الوعي العالمي.

التقارب الروسي الأميركي ورقة استراتيجية

يرى زين الدين أن التقارب مع روسيا لا يخدم واشنطن فقط، بل تدرك موسكو أيضاً أهميته وتستخدمه كورقة ضغط فاعلة. 
وأضاف: "السلام في أوكرانيا وحلحلة النزاع الروسي الأوروبي لا يمكن تحقيقهما إلا بتوافق أميركي روسي مباشر، لأن واشنطن وحدها القادرة على تقديم ضمانات لكلا الطرفين".

أوروبا في قبضة القرار الأميركي

وفي ما يتعلق بالموقف الأوروبي، أكد زين الدين أن الاتحاد الأوروبي لا يملك القدرة على التصعيد تجاه موسكو دون غطاء أميركي، مشيراً إلى أن الناتو "محكوم بالسلاح الأميركي، وأوروبا تحت المظلة الأمنية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم".

ملف الناتو.. والتوسع المحظور

وعن قضية عدم توسع الناتو شرقاً، شدد زين الدين على أن أي خطوة في هذا الاتجاه تعني الحرب العالمية الثالثة، وتخدم مصالح الصين فقط، مشيراً إلى أن بوتين يحاول رسم "خطوط حمراء جديدة" لضمان أمن روسيا الاستراتيجي. 
كما أضاف أن الاتفاقيات المكتوبة، مهما بلغ عددها، يمكن التنصل منها إذا اقتضت مصالح الدول الكبرى ذلك.

نحو توافق عالمي جديد

اختتم زين الدين حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب تنازلات من الطرفين، الأميركي والروسي، لأن الاستقرار العالمي مرهون بوقف التصعيد. 
وقال إن التهدئة تصب في مصلحة الجميع، وعودة العلاقات الأميركية الروسية ستنعكس إيجاباً على الاقتصادين العالميين، خصوصاً في قطاعات الزراعة والصناعة، وستسمح بمنافسة أميركية أوسع في الأسواق العالمية".