خوسيه ريبيرو يقود الأهلي المصري بتنوع تكتيكي ومرونة ذهنية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: خوسيه ريبيرو يقود الأهلي المصري بتنوع تكتيكي ومرونة ذهنية - تليجراف الخليج اليوم السبت 31 مايو 2025 12:15 صباحاً

في مدينة فيغو الهادئة، الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لإسبانيا، وُلد مدرب الأهلي الجديد خوسيه ريبيرو (50 عاماً)، لم يكن حينها أحد يتخيّل أن هذا الطفل الغاليسي سيحمل في يوم من الأيام راية القيادة الفنية لنادٍ بحجم الأهلي المصري، أكثر الأندية تتويجاً في القارة السمراء..

اليوم، وبعد رحلة طويلة عبر الملاعب الإسبانية والفنلندية والجنوب أفريقية، يحط ريبيرو الرحال في القاهرة، مديراً فنياً لفريق يعرف تماماً معنى الشغف والانتصارات.

من أورلاندو إلى القلعة الحمراء

اختار النادي الأهلي المصري، ريبيرو لقيادة الفريق قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025، خلفاً للمدرب السويسري مارسيل كولر، الذي تم فسخ التعاقد معه ودياً قبل عدة أسابيع، وتولّى بعدها عماد النحاس المسؤولية الفنية بشكل مؤقت، ونجح في قيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري بعد صراع محتدم مع بيراميدز.

وجاء التعاقد مع ريبيرو بعقد لم يُكشف عن تفاصيله المالية، إيذاناً بمرحلة جديدة تحمل في طياتها ملامح المغامرة والطموح في واحدة من أكثر البيئات الكروية جماهيرية وإثارة في العالم العربي.

وقاد ريبيرو فريق أورلاندو بايرتس في الدوري الجنوب أفريقي، ونجح خلال ثلاثة مواسم في تثبيت أقدامه رغم التحديات، حيث أنهى الفريق بطولة الدوري في المركز الثاني خلف ماميلودي صنداونز في كل من المواسم الثلاثة.

وسجّل الفريق تحت قيادته 54 نقطة في موسم 2022 ـ 2023، ثم 50 نقطة في الموسم التالي، قبل أن يرتفع رصيده إلى 61 نقطة في الموسم الثالث، محققاً تطوراً تدريجياً في الأداء.. وعلى الرغم من غياب لقب الدوري.

إلا أن ريبيرو قاد الفريق للتتويج بثلاث نسخ متتالية من بطولة كأس (MTN 8)، وهي مسابقة تضم أفضل 8 فرق في جدول الدوري الممتاز الجنوب أفريقي، إلى جانب الفوز بكأس نيدبانك، وهي البطولة الرسمية لكأس جنوب أفريقيا، ما يعكس نجاحه في المنافسات المحلية القصيرة.

فلسفة تدريبية

ما يميز ريبيرو ليس فقط سيرة ذاتية جيدة، بل أيضاً فلسفة تدريبية واضحة تقوم على التطور المستمر والابتعاد عن الجمود، وفي حديث له مع موقع Panorama Football عام 2021، قال:

«لا أعتقد أن المدرب يجب أن يقضي أكثر من ثلاث سنوات في المكان نفسه.. هذا التغيير ضروري ليبقى الجميع في حالة تطور»، كلمات تعكس قناعته بأهمية التجديد المستمر، ومواجهة التحديات، والانفتاح على الملاحظات والتقييمات، حتى عندما تكون النتائج إيجابية.

وفي مواجهة الانتقادات خلال بداياته مع أورلاندو بايرتس، لم يلجأ ريبيرو إلى التبرير، بل آمن بالعمل الجاد، قائلاً: «سنعمل معاً لصنع التاريخ وبناء فريق نفخر به جميعاً».. وفي حوار سابق مع صحيفة Marca الإسبانية، عبّر عن شغفه ببناء فرق جذابة تملك أسلوب لعب يستقطب الجماهير ويثير حماستهم.

ركائز ثلاث

ويشكل الانضباط، والتركيز على العمل، والروح الجماعية الركائز الأساسية في فلسفة خوسيه ريبيرو التدريبية، فهو يؤمن بأن الانضباط هو الخطوة الأولى نحو بناء فريق تنافسي، ويعتبر أن التركيز على العمل أهم بكثير من الالتفات لما يُقال عنه، حيث قال:

«لا أقضي وقتاً في التفكير بما يقوله الناس عني.. يجب أن يتحدث عملي عن نفسه»، أما الروح الجماعية، فهي حجر الزاوية في مشروعه الفني، إذ يسعى لبناء فرق تترك إرثاً حقيقياً، ولا يقتصر الأمر على الألقاب، بل يشمل مشواراً يفخر به الجميع.

تكتيك

ويمثل تكتيك ريبيرو فلسفة متكاملة تجمع بين التقنية، والتنظيم، والذكاء الجماعي. وقد بدأ تطوير هذه المنهجية خلال عمله في فنلندا مع نادي كووبيون بالوسيورا.

وهو ما دفعه إلى تطوير ما يُعرف بطريقة EPS، وهي منهجية تدريب تعتمد بشكل أساسي على تمارين الروندو والتداول الموجه للكرة، وتُعد تمارين الروندو من الأدوات الأساسية في كرة القدم الحديثة.

حيث تُقام داخل مساحة ضيقة بين مجموعة من اللاعبين يحاولون الحفاظ على الكرة تحت ضغط لاعبين منافسين، بهدف تعزيز سرعة التمرير، والتحرك الذكي، واتخاذ القرار في ظروف صعبة، وفي منهج ريبيرو، تشكل هذه التمارين ركيزة لفهم منطق اللعب، وبناء الانسجام بين اللاعبين، وتطوير الأداء الجماعي تحت الضغط.

ومع نادي إنتر توركو الفنلندي، كان الروندو يشكل حوالي 80 إلى 90 % من الحصص التدريبية للمدرب ريبيرو، وهو ما يعكس مدى اعتماده على التدريب الذهني والتكتيكي، أكثر من الاعتماد على المهارات الفردية فقط.

التأثيرات والمدارس

تأثر ريبيرو بمدارس تدريبية عدة، أبرزها أكاديمية سلتا فيغو، ومنهج مارسيلو بيلسا أحد أشهر المدربين في عالم كرة القدم، المعروف بتقنيات متقدمة في التقسيم التكتيكي والمرونة داخل الملعب.

كما أظهر ريبيرو قدرة على تطوير اللاعبين الشباب، من خلال آليات متابعة دقيقة تشمل مراقبة مبارياتهم والتواصل المباشر مع الأجهزة الفنية للفرق السنية، ودعوتهم للاندماج تدريجياً مع الفريق الأول.

خطة اللعب

وخلال المباريات، يتميّز ريبيرو بمرونة كبيرة في التعامل مع مجريات اللعب، حيث يغيّر أسلوبه وفقاً لظروف المباراة.. ففي بعض الأحيان يركّز على التنظيم الدفاعي لامتصاص ضغط الخصم، بينما يلجأ في لحظات أخرى إلى الهجوم السريع واستغلال المساحات المتاحة في دفاع المنافس.

وفي تصريح صحفي، عبّر ريبيرو عن نظرته الحديثة لدور حارس المرمى، موضحاً أن مهمته لا تقتصر على التصدي للكرات، بل تمتد للمساهمة في بناء اللعب من الخلف، مضيفاً: «إذا أخطأ الحارس في التمرير، فعلينا أن نتقبل ذلك كجزء من طريقة اللعب».

خطة اللعب المفضلة لدى ريبيرو هي 4 ـ 2 ـ 3 ـ 1، لكنه يمتلك مرونة تكتيكية تتيح له التحول إلى 3 ـ 2 ـ 4 ـ 1 أو 3 ـ 2 ـ 5، مستوحياً بعض أفكاره من فلسفة أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف.

ويعتمد على ثنائي ارتكاز لدعم عملية بناء اللعب، ويستخدم شكل «الماسة» في الأطراف لتأمين التفوق العددي، وفي حال غياب الضغط من الخصم يلجأ إلى الكرات الطويلة نحو المهاجم.

كما ينوع طرق اختراق منطقة الجزاء بين التمريرات البينية والعرضيات والتحرك الجماعي. وعلى الصعيد الدفاعي، يطبّق ريبيرو رقابة رجل لرجل خلال الضغط العالي، لإجبار الخصم على اللعب على الأطراف، ثم قطع التمريرات.

التحدي المصري

أرقام خوسيه ريبيرو في جنوب أفريقيا تعكس أداءً ثابتاً نسبياً، حيث تراوح متوسط نقاطه بين 50 و55 نقطة في الموسم، وهو معدل جيد، لكنه لا يلبّي متطلبات المنافسة على لقب الدوري المصري، الذي يحتاج عادةً إلى حصيلة تصل إلى 75 نقطة أو أكثر، خاصة إذا عاد النظام إلى شكله الطبيعي بدلاً من الشكل الاستثنائي الذي طُبق في الموسم المنقضي.

والذي تم تقسيمه إلى دور أول ثم مجموعتين للمنافسة على اللقب ومراكز الهبوط، وهنا يبرز التحدي الحقيقي أمام ريبيرو وهو الحفاظ على هويته التدريبية، مع تطويرها لتتناسب مع بيئة أكثر تعقيداً من حيث الضغوط الجماهيرية والتوقعات العالية، خاصة في نادٍ بحجم الأهلي، حيث لا يكفي أن تكون جيداً... بل أن تكون الأفضل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق