نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة تحت الحرب .. سنوات من العزلة والمعاناة وجرح العرب الذي لا يندمل - تليجراف الخليج اليوم الأحد 1 يونيو 2025 08:07 صباحاً
منذ عام 2007، تعيش غزة تحت حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر أو صامت من قوى دولية وإقليمية، جعل من القطاع المعزول أكبر سجن مفتوح في العالم، هذا الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا لم يكن مجرد منع للسلع أو تقييد للحركة، بل كان سلاحًا مركبًا يستهدف تفكيك المجتمع الفلسطيني نفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وإجباره على الخضوع تحت وطأة التجويع والعزلة.
لم تُفلح أي من المحاولات الدولية في إنهاء هذا الحصار، بل بات يُستخدم كورقة ضغط سياسية في كل جولة تفاوض أو تصعيد عسكري. وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن حرية الشعوب وحقها في الحياة الكريمة، يُترَك أكثر من مليوني إنسان ليواجهوا الموت البطيء داخل بقعة صغيرة لا تتجاوز 360 كيلومترًا مربعًا.
الاقتصاد الغزي: بين الانهيار والصمود
أثّر الحصار بشكل بالغ على مختلف القطاعات الحيوية في غزة، وعلى رأسها الاقتصاد. فمعدلات البطالة تتجاوز 45%، وتصل بين الشباب إلى أكثر من 60%. كما أن نحو 80% من السكان يعيشون على المساعدات الدولية والإغاثية، في ظل شلل تام لأغلب الصناعات وتعطّل الزراعة بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على المواد الخام والوقود والمعدات.
المعابر الحدودية، التي تتحكم فيها إسرائيل بشكل كامل، تفتح وتُغلق وفق مزاج سياسي أو أمني. المواد الأساسية، بما فيها مواد البناء والأدوية، تدخل ببطء وبكميات محدودة لا تفي بحاجة السكان، مما يفاقم أزمات البطالة والفقر والكساد التجاري ويمنع أي أفق حقيقي للنمو.
منظومة الصحة تنهار... والموت ينتظر
القطاع الصحي في غزة هو أحد أكبر المتضررين من الحصار. فالمستشفيات تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية الحيوية، كما أن منع السفر للعلاج بالخارج جعل من الأمراض المزمنة والمستعصية تهديدًا يوميًا لحياة الآلاف. ووفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 40% من طلبات التحويل الطبي تُقابل بالرفض أو التأخير غير المبرر من قبل سلطات الاحتلال.
الأطباء في غزة يعملون وسط ظروف قاسية، ويتعاملون مع حالات حرجة بإمكانات شبه معدومة، خاصة في أوقات العدوان المتكرر، حيث يُستهدف القطاع الصحي نفسه بالقصف، كما حصل في العدوان الأخير على مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع.
الكهرباء والمياه: أزمات لا تنتهي
من أبرز أوجه المعاناة اليومية في غزة هي أزمة الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات الوصل في أفضل الحالات 4 إلى 6 ساعات يوميًا. هذا النقص المزمن يعيق عمل المستشفيات، ويشلّ القطاعات الإنتاجية، ويُدخل الحياة اليومية في دوامة من العتمة والشلل. أما المياه، فإن أكثر من 95% منها غير صالحة للاستهلاك البشري، نتيجة التلوث والتسرب من البحر وعدم وجود بنية تحتية كافية لمعالجة المياه.
أثر نفسي واجتماعي مدمر
لا يتوقف تأثير الحصار عند الجانب المادي، بل يتعداه ليخلق واقعًا نفسيًا واجتماعيًا مأزومًا. آلاف من الشباب الفلسطيني لم يغادروا غزة يومًا في حياتهم. لا يعرفون شيئًا عن العالم الخارجي سوى ما يرونه في الأخبار أو على الشاشات. الانغلاق يولد إحباطًا، ويقتل الطموحات، ويزيد من معدلات الاكتئاب والانتحار، لا سيما في أوساط الشباب والنساء.
العائلات الفلسطينية باتت تعيش في ظل تهديد دائم، فالغارات الجوية والاغتيالات الميدانية والانهيار الاقتصادي كلها أسباب تزرع الخوف في كل بيت. حتى الأطفال، الذين يُفترض أن يحلموا بالحياة، أصبحوا أكثر دراية بأنواع الطائرات الحربية من ألعابهم.
العدوان المتكرر: تعميق للأزمة لا نهايتها
الحصار لا يُمارَس فقط بوسائل اقتصادية وإنسانية، بل يترافق مع عدوان عسكري دوري، كل بضع سنوات، يُدمّر ما تبقى من البنية التحتية، ويزرع الرعب ويقتل المئات ويصيب الآلاف. في كل عدوان، تُمحى أحياء سكنية بأكملها، وتُستهدف المدارس والمستشفيات والملاجئ، ويُشرّد عشرات الآلاف دون مأوى.
وتبقى إعادة الإعمار رهينة للإرادة الإسرائيلية، التي تسمح أو تمنع إدخال المواد حسب مصالحها، مما يجعل السكان يعيشون في منازل مهدّمة أو خيام لسنوات، دون أمل قريب في العودة لحياة كريمة.
مقاومة الحصار: عزيمة لا تلين
ورغم كل ذلك، لم تستسلم غزة، روح التحدي والمقاومة حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية. الفتيان يدرسون على ضوء الشموع، والنساء يزرعن على أسطح المنازل، والشباب يطلقون مشاريع صغيرة رغم غياب التمويل، المقاومة، بشقّيها العسكري والشعبي، مستمرة في التصدّي لمحاولات تركيع القطاع.
في غزة، حيث يموت الأمل ألف مرة في اليوم، يُعاد إحياؤه بإرادة لا تموت، إنها قصة مدينة ترفض أن تُهزَم، وأناس قرروا أن يعيشوا رغم كل شيء، قبل أن يطلق الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة للتطهير العرقي ضد سكان قطاع غزة.
غزة، حصار غزة، الحياة في غزة، الأوضاع في غزة، الاحتلال الإسرائيلي، معاناة الفلسطينيين، قطاع غزة، الصحة في غزة، الكهرباء في غزة، الاقتصاد في غزة، الحصار الإسرائيلي، الأطفال في غزة، العدوان على غزة، غزة تحت القصف، غزة اليوم
0 تعليق