الأطفال في غزة .. طفولة تحت القصف وأحلام لا تموت - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الأطفال في غزة .. طفولة تحت القصف وأحلام لا تموت - تليجراف الخليج اليوم الأحد 1 يونيو 2025 08:07 صباحاً

جيل ينمو بين الأنقاض .. في غزة، لا يعيش الأطفال كما ينبغي للطفولة أن تُعاش. فبدلًا من الركض في الساحات واللعب بحرية، يقضون سنواتهم الأولى في ظل الخوف والدمار، تكاد لا تخلو ذاكرة أي طفل غزي من مشهد صاروخ أو قصف أو جنازة. فالحرب ليست عابرة في حياتهم، بل تقيم معهم وتكبر معهم، وتطبع سلوكهم ومخاوفهم وأحلامهم.

بحسب تقارير اليونيسف، فإن أكثر من نصف سكان غزة هم من الأطفال، أي أن الحرب تستهدف في معظمها الفئة الأضعف، والتي يُفترض أن تكون في مأمن من الصراعات، ومع ذلك، تشير الإحصاءات إلى آلاف القتلى والجرحى من الأطفال في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى من فقدوا أسرهم أو أُصيبوا بإعاقات دائمة.

المدارس ملاذ مؤقت وقبور محتملة

في كل عدوان على غزة، تتحوّل المدارس من مؤسسات تعليمية إلى مراكز إيواء، ثم إلى أهداف عسكرية. كثير من الأطفال قُتلوا وهم يدرسون، أو أثناء لجوئهم مع عائلاتهم إلى المدارس التابعة للأونروا. ولم تعد الأسر الغزية تثق بأن المدرسة مكان آمن، ما يزيد من العبء النفسي على الأطفال ويؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي.

ويشهد القطاع تكرارًا لتعطّل العملية التعليمية بسبب تدمير البنية التحتية أو فقدان المعلمين، أو ببساطة بسبب الخوف. وهذا ما يجعل من التعليم في غزة تحديًا مستمرًا، ومعركة موازية للحفاظ على مستقبل جيل يعيش تحت الاحتلال والحصار.

ألعاب تحاكي الواقع الدموي

ما يلفت الانتباه أن الأطفال في غزة يعيدون تمثيل مشاهد الحرب أثناء اللعب. لا تجد بينهم من يمثل دور الشرطي أو الطبيب، بل يتقمصون أدوار المقاوم أو الشهيد أو الصحفي. هذه الظاهرة المؤلمة تعبّر عن تأثير الحرب العميق على تشكيل وعي الطفل وهويته. فاللعب الذي يُفترض أن يكون مساحة للخيال، أصبح مشبعًا بالواقع القاسي.

ورغم ذلك، يظهر الأطفال قدرة مذهلة على التكيف، فهم يبتكرون ألعابًا من الأنقاض، ويرسمون بالألوان على جدران مدمّرة، وينشدون الأمل رغم كل شيء. وهذه الروح الصامدة هي التي تمنح الحياة في غزة طاقة عجيبة للاستمرار.

الطفولة المشردة... بيوت مهدمة وقلوب منكسرة

من أكبر المآسي التي طالت الأطفال في غزة هي فقدان المأوى. آلاف العائلات باتت بلا بيوت، وهو ما يعني أن الأطفال ينامون في خيام أو مراكز إيواء مكتظة، بلا خصوصية ولا أمان ولا حدّ أدنى من الراحة. هذا الوضع ينتج عنه اضطرابات سلوكية ونفسية، من التبول اللاإرادي إلى نوبات الغضب والانطواء، وفق ما تشير إليه تقارير نفسية متخصصة.

ولا يُمكن تجاهل حجم المأساة عند استشهاد الوالدين أو أحدهما، إذ يُصبح الطفل يتيمًا بلا سند، في وقت يحتاج فيه إلى الاحتواء. وقد ظهرت مبادرات مجتمعية لمساندة هؤلاء الأطفال، لكن الحاجة أكبر بكثير من القدرة المتاحة.

مراكز دعم نفسي .. شريان حياة تحت الحصار

رغم الفقر والإمكانات المحدودة، توجد في غزة مراكز تُعنى بالدعم النفسي للأطفال، من بينها مبادرات تطوعية ومدارس تحاول دمج الأنشطة الترفيهية في المناهج الدراسية، إلا أن الحصار، وغياب التمويل الكافي، يجعلان من هذه الجهود نقاط ضوء في ظلام كثيف.

وتبرز أهمية المسرح والرسم والرياضة في تفريغ التوتر لدى الأطفال، حيث ينظم متطوعون عروضًا مسرحية في الشوارع، وحصصًا فنية للأطفال في الأنقاض، كوسيلة لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم. ومع ذلك، تبقى الحاجة ماسّة إلى تدخل دولي منظم لحماية هؤلاء الأطفال نفسيًا وجسديًا.

رسائل إلى العالم .. من قلب الطفولة الجريحة

الكثير من الأطفال في غزة يكتبون رسائل يوجّهونها إلى العالم بلغات مختلفة، يسردون فيها أحلامهم الصغيرة، ويطلبون فيها السلام بدل الصواريخ، واللعب بدل الدفن. هذه الرسائل تُنشر عبر منصات إعلامية أو مبادرات إنسانية، وتُستخدم أحيانًا في حملات ضغط دولية، لأنها تحمل براءة لا يمكن تجاهلها.

يقول الطفل الغزي محمد، البالغ من العمر 10 سنوات، في إحدى رسائله: "أريد أن أعيش مثل باقي الأطفال، أريد أن أذهب إلى المدرسة دون أن أخاف من الطائرة، وألعب في الشارع دون أن يصرخ الناس ويهربوا. لا أريد أن أكون بطلاً، فقط أريد أن أكون طفلاً".

الطفولة في غزة .. معجزة الصمود

رغم كل شيء، لا تزال غزة تنجب أطفالًا يبتسمون رغم الدمار، ويحلمون رغم الحصار، ويكتبون الشعر ويرسمون الأمل. إنهم أبطال في قصة لا يعرفها العالم كما يجب، ووجودهم وحده دليل على أن الحياة ممكنة حتى في أقسى الظروف.

إن حماية الأطفال في غزة ليست فقط مسؤولية إنسانية، بل اختبار حقيقي لمصداقية العالم في الدفاع عن الحقوق الأساسية للإنسان. فكل صاروخ يسقط هناك لا يُسكت فقط ضحكة طفل، بل يُدين صمت العالم.

الواقع المرير

كل ما سبق كان رصد لمعاناة الأطفال في غزة قبل أكتوبر 2024 وإطلاق الاحتلال الإسرائيلي حربًا شعواء ضد قطاع غزة دمرت كل شيء في طريقها ولم تبق حجر على حجر وتوفي أكثر من 50 ألف فلسطيني إلى جانب أكثر من 120 ألف مصاب، ولا تزال جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني مستمرة على يد الاحتلال الإسرائيلي المجرم.

أطفال غزة، الطفولة في الحرب، معاناة الأطفال، مدارس تحت القصف، الدعم النفسي للأطفال، الأيتام في غزة، الحصار الإسرائيلي، حقوق الطفل، التعليم في غزة، أطفال بلا مأوى، رسائل أطفال غزة، الألعاب في ظل الحرب، الطفولة تحت الاحتلال، الصدمة النفسية للأطفال، غزة والطفولة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق