كشفت دراسة رائدة عن أكثر من 70,000 فيروس RNA غير معروف سابقًا من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل نظام ذكاء اصطناعي جديد يُسمى LucaProt.

طور باحثون في جامعة صن يات صن هذه الأداة، التي تستخدم نماذج لغوية متقدمة، تُشبه ChatGPT، وتنبؤًا ثلاثي الأبعاد ببنية البروتين لتحديد المادة الوراثية الفيروسية التي كان يُعتقد سابقًا أنها غير قابلة للفك.
كشفت الدراسة، المنشورة في مجلة Cell، عن فيروسات من بيئات قاسية مثل الفتحات الحرارية المائية، وجليد أنتاركتيكا، وبحيرات الملح، بل وكشفت عن أحد أطول جينومات فيروسات RNA التي تم اكتشافها على الإطلاق.
تنتمي العديد من الفيروسات إلى مجموعات جديدة تمامًا، مما يُلقي الضوء على فروع تطورية لم يسبق للعلماء رصدها.
على عكس الحياة القائمة على الحمض النووي، تتخطى العديد من فيروسات RNA الحمض النووي تمامًا، وفيروس SARS-CoV-2 مثال على ذلك.
غالبًا ما تتجنب هذه الفيروسات سريعة الطفرات أدوات التسلسل التقليدية.
يتغلب LucaProt على ذلك من خلال الجمع بين التعرف على الأنماط ونمذجة بنية البروتين، مما يوفر دقة شبه مثالية مع معدل إيجابيات كاذبة يبلغ 0.014% فقط.
لا تُعمّق هذه الخريطة الفيروسية الموسعة فهمنا للتطور فحسب، بل تفتح أيضًا آفاقًا لعلاجات جديدة محتملة، بدءًا من مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وصولًا إلى هندسة لقاحات مستقبلية.
ويهدف العلماء الآن إلى تدريب الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالمضيفات الفيروسية، بما في ذلك العتائق، أحد أقدم أشكال الحياة على الأرض، مما قد يكشف المزيد عن أصول الحياة والتقنيات الحيوية المستقبلية.