شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: إستبدال أورتاغوس... ما الجديد؟ - تليجراف الخليج ليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 05:51 صباحاً
على وقع حالة الترقب لما يمكن أن تحمله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، في زيارتها المنتظرة إلى بيروت، جاءت الأنباء عن توجه الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، إلى إستبدالها بشخصية أخرى. ما فتح الباب أمام الكثير من التكهنات المحلية، حول التداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك، لا سيما أنها، منذ الزيارة الأولى، كانت قد أثارت العديد من علامات الإستفهام حولها.
في هذا السياق، تتنوع الأسباب التي تقدم حول أسباب هذه الخطوة الأميركية، بين من يعتبرها تعود إلى ملاحظات على أدائها، وبين من يتحدث عن أنها مرتبطة بسلسلة من التغييرات، التي يريد الرئيس الأميركي القيام بها، لكن الأساس يبقى حول ما إذا كان ذلك سيقود إلى تبدل في موقف واشنطن من الملف اللبناني، في ظل التحولات القائمة على مستوى المنطقة.
في هذا الإطار، تشدد مصادر متابعة، عبر "تليجراف الخليج"، على أن المندوبة الأميركية، في الخطوط العريضة لمهمتها، لم تكن تتصرف من رأسها، بل كانت تلتزم بالتعليمات التي تصدر عن المسؤولين الذين هم أعلى منها، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تبدل جوهري في موقف واشنطن من الملف اللبناني، خصوصاً أن ترامب نفسه كان قد تحدث عن الأسس الثابتة، خلال الجولة التي قام بها قبل فترة قصيرة على بعض الدول الخليجية.
ما تقدم، من وجهة نظر المصادر نفسها، لا يعني عدم حصول تبدل في الأسلوب، على إعتبار أن أورتاغوس إرتكبت مجموعة من الأخطاء في التعامل مع الملف المحلي، الأمر الذي دفعها، في زيارتها الثانية، إلى أن تكون أقل حدة من الأولى، لكنها تشدد على أنه في المضمون لا يمكن الرهان على أي تغيير بمجرد إستبدالها بشخصية أخرى، على إعتبار أن ذلك يرتبط بأمور أهم من الشخص الذي يتولى المسؤولية.
على الرغم من ذلك، يبقى من الأكيد أن زيارة أورتاغوس إلى بيروت، في حال لم يُصار إلى إلغائها بسبب التوجه نحو إستبدالها، تبقى حدثاً مهما بالنسبة إلى الساحة اللبنانية، خصوصاً أنها تأتي بعد جولة ترامب الخليجية، وما رافقها من تحولات على مستوى المنطقة، بدءاً من الساحة السورية، بالإضافة إلى التقدم الحاصل في المفاوضات بين طهران وواشنطن، من دون تجاهل التوترات الداخلية التي كانت قد ظهرت، لا سيما على مستوى العلاقة بين رئيس الحكومة نواف سلام و"حزب الله".
بالنسبة إلى المصادر المتابعة، بات من الواضح أن التركيز الأميركي، في المرحلة الراهنة، ينصب على الساحة السورية، لا سيما أن التطورات هناك متسارعة، بسبب التنازلات الكبيرة التي يذهب إليها الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع، على عكس ما هو الحال في لبنان، حيث العديد من العقبات التي تحول دون إحراز تقدم نوعي، وبالتالي قد تكون المعادلة، بحسب وجهة نظر واشنطن، أن التطورات في دمشق، في المستقبل، من الممكن أن تسهل المهمة في بيروت، بسبب الأهمية التي تشكلها الأولى على مستوى التوازنات في المنطقة.
في المحصّلة، تشير المصادر نفسها إلى أن الولايات المتحدة تدرك أيضاً تداعيات الملف الإيراني على الواقع اللبناني الداخلي، على قاعدة أنّ الإتفاق مع طهران سيساعد في الوصول إلى حلول في بيروت، لكن الأهم هو أنها، في المرحلة الراهنة، غير منزعجة من المعادلة القائمة، خصوصاً أن ليس هناك ما يوحي بأنها مهددة بالإنهيار، بالرغم من إستمرار الخروقات الإسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار، مع العلم أن واشنطن، التي ترأس لجنة الإشراف على الإتفاق، هي الوحيدة القادرة على إلزام تل أبيب بوقفها، فيما لو أرادت ذلك.
0 تعليق