عاد السمك الأسطوري المعروف بـ"سمك الريم العملاق" لإثارة الجدل والخوف، بعد أن جرفته الأمواج مؤخرًا إلى شاطئ "أوشن بيتش" في ولاية تسمانيا الأسترالية، في مشهد نادر وغامض أعاد إلى الأذهان أساطير الشعوب الآسيوية التي تربط ظهور هذا الكائن البحري بكوارث طبيعية كبرى مثل الزلازل والتسونامي.

هذا السمك الذي يُعرف علميًا باسم Regalecus glesne، ويُلقّب أيضًا بـ"ملك الرنكات"، يُعد من أطول الكائنات البحرية على وجه الأرض، حيث يمكن أن يصل طوله إلى أكثر من ثمانية أمتار، ويعيش عادة في أعماق تتراوح بين 150 و500 متر، ما يجعل ظهوره على السطح أو انجرافه إلى الشواطئ أمرًا نادرًا واستثنائيًا.

الحكاية بدأت حين كانت امرأة تُدعى سيبيل روبرتسون تتجول على الشاطئ، كعادتها اليومية، في منطقة شبه خالية من البشر، وحيث لا يفصلها عن شواطئ الأرجنتين سوى المحيط. لكن شيئًا غير معتاد جذب انتباهها: مجموعة من النسور البحرية تهبط على الرمال، في سلوك غير مألوف. وعندما اقتربت، اكتشفت وجود كائن غريب لم ترَ له مثيلًا من قبل.

في حيرة من أمرها، قامت سيبيل بنشر صور هذا الكائن على صفحة "العلماء المواطنين في تسمانيا"، ليُعلن لاحقًا أحد علماء الأحياء البحرية، البروفيسور نيفيل باريت، أنه بالفعل سمك الريم العملاق، مؤكدًا نُدرة ظهوره قرب السواحل.

وأوضح البروفيسور باريت أن هذا النوع من الأسماك يمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من 400 كيلوغرام، لكنه رغم ضخامته ليس قويًا ولا سريعًا، ويُعرف بطريقته الغريبة في السباحة بشكل عمودي، مكتفيًا بالتغذي على العوالق، دون أن يطارد فريسة.

وأشار الخبير ذاته إلى أن هذه الأسماك تطفو أحيانًا قرب السطح عند تعرضها لمرض أو خلل بيولوجي غير معروف، وربما يكون هذا ما حدث مع الكائن الذي جرفته الأمواج إلى الشاطئ.

ظهور هذا الكائن النادر، الملقب في الثقافات الآسيوية بـ"نذير الكوارث"، يعيد إلى الواجهة المخاوف من تكرار مشاهد سابقة، حيث ارتبط ظهوره بعدة كوارث زلزالية سابقة، وهو ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في حالة ترقب.