بعد نحو 40 عامًا من محاولته الأولى في التصفيات الآسيوية، نجح منتخب الأردن الأول لكرة القدم أخيرًا في التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
واستفاد الأردن من فوزه العريض 3ـ0 على مضيفه العُماني في الجولة التاسعة، قبل الأخيرة، للمجموعة الثانية من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية في المباراة التي جرت على ملعب بوشر في مجمع السلطان قابوس الرياضي، ليرفع رصيده إلى 16 نقطةً في المركز الثاني بترتيب المجموعة، ويوسِّع الفارق مع العراق، صاحب المركز الثالث، إلى أربع نقاطٍ، ويحجز مقعده رسميًّا في مونديال 2026، الذي يجرى في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأصبح المنتخب الأردني ضمن عشرة متأهلين لنهائيات كأس العالم 2026، فيما بات أول المنتخبات العربية الصاعدة للعرس العالمي الكبير، الذي يشهد مشاركة 48 منتخبًا للمرَّة الأولى.
وكان العراق خسر 0ـ2 أمام منتخب كوريا الجنوبية، الذي صعد لنهائيات كأس العالم للمرة الـ 11 على التوالي في إنجازٍ فريدٍ بعد أن رفع رصيده إلى 19 نقطةً في صدارة المجموعة.
واللافت أن العراق، هو الذي أنهى طموح الأردن بالتأهل إلى مونديال المكسيك عام 1986 بالفوز عليه في مباراةٍ فاصلةٍ، فيما خطف "النشامى" بطاقة التأهل على حساب "أسود الرافدين" هذه المرة.
ويأتي إنجاز "النشامى" تحت قيادة الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني، الذي يقود طموح شعبه منذ أعوامٍ لتحقيق حلم الوصول إلى المونديال.
واستعان الأمير علي هذه المرة بخبرة المدرب المغربي جمال السلامي الذي كان في الموعد لتعويض رحيل مواطنه الحسين عموتة، تحت دعم ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله الثاني.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي "فيفا" تصريحات السلامي بعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير حيث قال: "توقَّعنا أن نحقق الفوز، لكن ليس بهذه النتيجة، لأننا نواجه واحدًا من أقوى منتخبات آسيا. هذا الانتصار يوضح رغبة وإصرار اللاعبين في تحقيق حلمهم بالتأهل إلى كأس العالم".
ويمكن القول: إن النجاح الحقيقي لمنتخب الأردن الحالي، بدأ مع عموتة في بطولة كأس أمم آسيا 2023، التي جرت مطلع 2024 في قطر، فمع انطلاق المسابقة، كان منتخب الأردن يملك نقطةً واحدةً فقط من أصل ستٍّ في المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية في بدايةٍ غير مقنعةٍ على الإطلاق، ولا ترضي شغف الجماهير الأردنية.
لكنَّ المنتخب سجل ظهورًا مبهرًا في كأس الأمم الآسيوية حيث وصل إلى المباراة النهائية بعد أن تخطى منتخباتٍ عملاقةً مثل العراق، وكوريا الجنوبية، ليحصل رجال المدرب عموتة على الثقة المطلوبة، وينجحوا في تحقيق أربعة انتصاراتٍ متتاليةٍ في التصفيات الآسيوية، تمكَّنوا من خلالها من تصدُّر المجموعة السابعة على حساب المنتخب السعودي في نهاية المطاف.
ولم تكن بداية المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية كما تمنَّت الجماهير مرَّةً أخرى بعد رحيل عموتة بطلبٍ شخصي منه، وقدوم السلامي في مكانه، إذ وقع المنتخب في فخ التعادل مع ضيفه الكويتي بسبب ركلة جزاءٍ في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، كما خسر 0ـ2 أمام ضيفه الكوري في الجولة الثالثة، ليحصد أربع نقاطٍ فقط من أصل تسعٍ.
مع ذلك، فإن الأردني لو كان يشتهر بشيءٍ، فهو بعناده وإصراره، وهذا ما كان، لذا تمكَّن "النشامى" في نهاية المطاف من الوصول إلى النقطة الـ 16 من أصل 27 في المرحلة الثالثة، ما أعلن تأهلهم إلى كأس العالم للمرة الأولى قبل جولةٍ واحدةٍ من نهاية المرحلة الثالثة للتصفيات.