أطلق باحثون فرنسيون تطبيقًا مبتكرًا يُدعى "إيموبوت"، يهدف إلى رصد مؤشرات الاكتئاب ومتابعة الحالة النفسية للمستخدمين باستخدام الكاميرا الأمامية للهاتف المحمول. ويُعد هذا التطور نقلة في تكنولوجيا الصحة العقلية، حيث يجمع بين الذكاء الاصطناعي والتحليل اللحظي لتعبيرات الوجه لرسم خريطة دقيقة للمزاج على مدار اليوم.

ويعتمد التطبيق على خوارزميات متقدمة قادرة على التقاط صورة واحدة كل ثانية، وتحليل ملامح الوجه لتحديد المشاعر بدقة، مثل الحزن، الغضب، أو الرضا. ووفق ما أوضحه المؤسس المشارك صامويل ليرمان، فإن "إيموبوت" مصنّف كجهاز طبي رسمي، ويُستخدم حاليًا في عدد من العيادات النفسية الفرنسية ضمن خطط العلاج والمتابعة المستمرة.

ومن أجل طمأنة المستخدمين بشأن الخصوصية، أكد القائمون على التطبيق أن الصور لا تُخزن ولا تُرسل إلى خوادم خارجية، بل تُعالج مباشرة على الهاتف وتُحذف فورًا. كما يعمل الفريق على تطوير نسخة مستقبلية من التطبيق تعتمد على تحليل نبرة الصوت، ما يعزز دقة النتائج.

وشهد معرض "Viva Tech" في باريس عرضًا حيًا للتقنية، أظهرت خلاله الخوارزميات قدرتها على رصد المشاعر بشكل لحظي. وأوضح المطورون أن تدريب النظام يتم حاليًا باستخدام استبيانات من المرضى وبيانات مفتوحة وتجارب سريرية، لتحديد المؤشرات الحيوية المرتبطة بالاكتئاب.

ويُتوقع أن تساهم هذه التكنولوجيا في تسريع التشخيص، وتقليل خطر الانتكاسات النفسية. كما يُحتمل استخدامها مستقبلًا من قبل الأفراد لمتابعة مزاجهم اليومي وتحسين وعيهم الذاتي، مما يعكس دخول الذكاء الاصطناعي مرحلة أكثر قربًا من الإنسان، لا لمراقبته فحسب، بل لفهمه أيضًا.