الحرب الإسرائيلية الإيرانية بعيون مغربية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الحرب الإسرائيلية الإيرانية بعيون مغربية - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 02:13 مساءً

كثير من الكتاب والمفكرين والباحثين وعلماء دين، من كل الدول العربية والإسلامية، يرون بأن إيران تمثل سرطان الأمة الإسلامية؛ وهو ما أكده إثارتُها للنّعرات الطائفية اللعينة، ومحاولاتها الخسيسة في تقسيم كثر منن الدول العربية، بالإضافة إلى قتلها، الموثق بالصوت والصورة، لمئات الآلاف من السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنايين، أغلبهم نساء وشيوخ وأطفال؛ وتشريدِها للملايين منهم؛ ولكن، تجاوزا للخلاف، سنفترض، جدلا وليس عَتَهاً، بأن إيران تمثل محور المقاومة الباسلة، وأنها سند لشعب غزة المنكوب، وأنها تدعم قضيتنا الفلسطينة؛ رغم أن كثيرا من الكتاب والمفكرين والباحثين وعلماء دين، من كل الدول العربية والإسلامية، لا يرون ذلك.

في هذه الحالة، تُعتبر هزيمة إسرائيل في حربها على إيران نصرٌ لقضيتنا الفلسطينية التي تعشش في قلوب كل المغاربة الشرفاء، إذا استثنينا تلك الشرذمة الضالة صاحبة شعار "كلنا إسرائليون"، والتي لا يلتفت إليها عاقل ما عدا أولائك الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية وهم على أبواب الانتخابات، وعلى رأسهم ذو المعاشين السمينين واللسان السليط، والذي لا يكل من الإشارة إليهم عند كل مناسبة خطابية، فقط من أجل دغدغة المشاعر الفياضة للشعب المغربي الأبي؛ رغم أن عددهم لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، مقابل ملايين المغاربة الأحرار.

أما هزيمة إيران في هذه الحرب الدائرة، فتعني نصرا مظفرا لقضيتنا الوطنية المقدسة؛ لأننا سنكون حينها قد ارتحنا من بلد ضال يُسلح منظمة البوليساريو الإرهابية، ويزودها بالصواريخ والمسيرات، ويدربها على استعاملها، ويلقنها دروس حرب العصابات وبناء الأنفاق، كما أنه يُمثل دعما قويا لنظام العسكر الجزائري الذي يعيث فسادا في شمال إفريقيا، ويهدد الأمن والسلم في مجمل إفريقيا، وحتى دول أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط؛ وهو ما تداولته تقارير استخباراتية أوروبية وأمريكية.

لحد الساعة لم أتوفق في اختيار من أتمنى هزيمته أو نصره، فقضيتنا الفلسطينية الخالدة وقضيتنا الوطنية المقدسة إنما هما قضية واحدة في مكانين متباينين، وتحت اسمين مختلفين، وبشعارين مُغايِرين، وإذا انقسم المغاربة في آرائهم ومواقفهم بشأن هذا الموضوع، فإنما هو انقسام في طريقتهم لرؤية الأشياء وتقدير الأمور؛ وليس انقسام في المبادئ والفضائل والمكارم التي تميز بعضهم عن بعض.

ما يحرك الأشخاص الصالحين اتباعُهم لمكارم الأخلاق من تضحية وإيثار وتسامح وعطاء، وتَرَفُّعُهم عن النرجسية والأنانية والاستغراق في التغزل بالذات؛ عكس الدول التي يحركها، أولا وأخيرا، مصلحة الشعب الذي تسوسه وتعتني بشؤونه؛ وتتعهد بتوفير حاجياته، وتلتزم بالحفاظ على أمْنه وسلامته ووحدة أراضيه، وليس هناك دولة في هذا المعمور تدَّعي عكس ذلك؛ كما ليس هناك من عاقل على وجه البسيطة، يستوعب أبجديات العلاقات الدولية ويعترض على هذا الطرح.

إن ما يُفَرِّق الكاتب والمفكر والمثقف، وحتى السياسي، عن رجل الدولة هو أن الأول له أفق رحب للتفكير، ومساحة واسعة للمناورة؛ فقد يتمنى انتصار طرف وهو يسوق ترسانة من الحجج والبراهين، كما بوسعه أن يتمنى هزيمته مستدلا بوابل من الدلائل والقرائن، دون أن ننسى أنه لا يتحمل إلا مسؤوليته الشخصية في ذلك؛ كما أنه لا يجد نفسه ملزما بأخذ ما يلزم من الحيطة والحذر تفاديا لسقطة فكرية محتملة؛ مادامه يستطيع بكل سهولة أن يتراجع في المساء، عن موقف نَسَجه في الصباح؛ عكس رجل الدولة الذي يضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار "أخلاقي" أو حتى "إنساني" مثلما يفهمه عقل المفكر، أو تحركه نزعات السياسي؛ لهذا فأنا أجد مائة عذر للشعب إذا اختلفوا في آرائهم ومواقفهم؛ لكني لا أجد أي عذر معقول، أو مبرر مقبول، للسيد "بنكيران"، وهو رئيس حكومة سابق، حينما صرح بأنه يساند "إيران" بدون قيد أو شرط؛ رغم اعترافه بأنها تعادي المغرب في أعز قضية من قضاياه؛ لأن هذا التصريح الغبي والمستفز لعموم المغاربة، لا ينم عن رجل دولة؛ بل عن واحد من الرِّعاع.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق