نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل تصل الإشعاعات النووية إلى الخرطوم بعد ضرب المنشآت الإيرانية؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 08:11 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أعادت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية فتح ملف المخاطر الإشعاعية المحتملة على المنطقة، بما في ذلك السودان، وسط تحذيرات من كارثة نووية قد تلوح في الأفق حال استهداف محطة بوشهر النووية.
مخاطر محدودة حتى الآن
يؤكد خبراء في الطاقة النووية أن الضربات الإسرائيلية حتى اللحظة لم تُحدث تلوثًا إشعاعيًا واسعًا، بل بقيت ضمن نطاق الخطر الكيميائي المحدود. ويشير هؤلاء إلى أن الأضرار التي طالت منشآت مثل نطنز وأصفهان وأراك، لم تتسبب في تسربات إشعاعية فعلية، خاصة وأن معظم هذه المنشآت تقع تحت الأرض أو لم تكن تعمل وقت الضربات.
إسرائيل، من جانبها، تواصل حملتها لتدمير ما تسميه “القدرات النووية الإيرانية” وتؤكد سعيها لعدم إحداث كارثة نووية في منطقة ذات كثافة سكانية عالية وتشكل مركزًا رئيسيًا لإنتاج النفط العالمي. لكنها، وعلى الرغم من هذا الحرص، سبق أن أعلنت قصف محطة بوشهر النووية، قبل أن تتراجع وتصف الإعلان بأنه “خطأ”.
تفاصيل الهجمات حتى الآن
استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع حيوية شملت نطنز، أصفهان، طهران، كرج، وأراك، حيث تقع منشآت لتخصيب اليورانيوم وإنتاج أجهزة الطرد المركزي. وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوع أضرار بالفعل في بعض هذه المنشآت، لا سيما في نطنز وأصفهان، فيما لم ترد أي تقارير عن آثار إشعاعية من مفاعل أراك الذي لم يكن قيد التشغيل لحظة الهجوم.
الهجوم على خُنداب (أراك) أثار القلق أيضًا نظرًا لكونه مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل، مما يجعله قادرًا على إنتاج البلوتونيوم، وهو عنصر حيوي في تصنيع الأسلحة النووية. رغم ذلك، لم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود تسرب نووي من الموقع.
رأي الخبراء: خطر كيميائي وليس إشعاعي
بيتر براينت، أستاذ سياسات الطاقة النووية في جامعة ليفربول، يرى أن الضربات الحالية لا تستدعي القلق المفرط. وأوضح أن منشآت مثل نطنز محمية تحت الأرض، وأن أخطر ما يمكن أن يحصل هو تسرب محدود لسادس فلوريد اليورانيوم، وهو مركب سام فقط في حال استنشاقه أو ابتلاعه.
بدورها، أكدت داريا دولزيكوفا، الباحثة في “المعهد الملكي للخدمات المتحدة”، أن المراحل الأولية من دورة الوقود النووي لا تُمثل تهديدًا إشعاعيًا بل كيميائيًا، مع الإشارة إلى أن تأثير المواد المتسربة يعتمد بشكل أساسي على الظروف الجوية، وحركة الرياح.
سايمون بينيت من جامعة ليستر البريطانية شدد على أن منشآت تحت الأرض يصعب أن تتسبب في كوارث بيئية كبيرة، نظرًا لدفن المواد النووية في كميات ضخمة من الخرسانة والصخور.
بوشهر: الخط الأحمر
في المقابل، تبقى محطة بوشهر النووية هي محور القلق الأكبر لدى خبراء الطاقة النووية. فالمفاعل، الواقع على ساحل الخليج، يحتوي على وقود نووي مفاعل ومستخدم، وتعرضه لضربة مباشرة قد يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الإشعاعات، إما في الجو أو في البحر، مع تأثيرات كارثية إقليمية.
ريتشارد ويكفورد، الأستاذ الفخري لعلم الأوبئة بجامعة مانشستر، أكد أن الأضرار التي قد تلحق بالمفاعلات العاملة تختلف جوهريًا عن تلك الواقعة في منشآت تخصيب اليورانيوم، محذرًا من تداعيات كارثية على نطاق واسع.
جيمس أكتون، من مؤسسة كارنيجي للسلام، ذهب إلى حد القول إن أي ضربة لمحطة بوشهر قد تسبب “كارثة إشعاعية كاملة”، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية حتى الآن لم تسفر عن عواقب إشعاعية تُذكر لأن معظم المواد المستهدفة لم تكن مشعة عند وقوع الضربات.
هل يمكن أن يصل التلوث إلى السودان؟
بحسب خبراء الطقس والإشعاع، فإن انتقال الإشعاع النووي يعتمد بدرجة كبيرة على عوامل الرياح والضغط الجوي. ومع بُعد السودان جغرافيًا عن المنشآت المستهدفة، فإن خطر التلوث المباشر يبقى محدودًا في الوقت الراهن، خاصة في ظل عدم وقوع تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر حتى الآن.
لكن هذا لا يلغي وجود احتمال خطر على المدى البعيد في حال توسعت الضربات لتطال مفاعلات الطاقة العاملة، أو وقعت تسربات في منطقة الخليج، حيث قد تنتقل آثار الإشعاع عبر الهواء أو البحار، لتصل إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.
تحذيرات دولية من تصعيد غير محسوب
منظمات السلام النووي ووكالات الأمم المتحدة تتابع الموقف عن كثب وتحذر من مغبة استهداف المفاعلات النووية العاملة، لما لذلك من نتائج مدمرة بيئيًا وبشريًا.
الرسالة التي تتكرر على ألسنة الخبراء: “قد تكون العواقب كارثية، ليس فقط على إيران أو إسرائيل، بل على المنطقة بأسرها، بما في ذلك السودان، في حال تجاوز الخطوط الحمراء النووية”.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق