في الوضع الطبيعي، يمتلك الإنسان البالغ 32 سنًا دائمة موزعة بين قواطع وأنياب وضواحك وأضراس، بما في ذلك أضراس العقل، لكن بعض الأشخاص قد يمتلكون أكثر من هذا العدد، وهي حالة تُعرف طبيًا باسم فرط الأسنان، أو الأسنان الزائدة، وتعد من الحالات النادرة التي قد تمر دون ملاحظة، أو قد تتسبب في مشكلات صحية ووظيفية كبيرة.

فرط الأسنان ليس اضطرابًا بحد ذاته، بل هو عرض لحالة مرضية أو وراثية كامنة. وتظهر الأسنان الزائدة بأشكال مختلفة، فقد تكون طبيعية في مظهرها، أو تأتي على شكل أنابيب، أو مخاريط، أو حتى أورام سنية غير سرطانية.

أنواع فرط الأسنان ومواقعها المحتملة

تصنّف الأسنان الزائدة وفقًا لمكان نموها داخل الفم إلى ثلاث فئات:

• الأسنان المجاورة للأضراس: تظهر بجوار الأضراس العادية، لكنها غالبًا ما تكون غير منتظمة في موقعها.

• الأسنان خلف الأضراس: تبدو وكأنها امتداد طبيعي لسلسلة الأسنان.

• الأسنان المتوسطة: تنمو عادة بين القواطع الأمامية، وتُعد أكثر الأنواع شيوعًا.

رغم ندرتها، فإن نسبة حدوث هذه الحالات لا تتجاوز 1 إلى 2% من السكان.

فرط الأسنان: من اكتشاف عرضي إلى صدمة طبية

في إحدى الحالات المسجلة عام 2011، حضرت فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا إلى طبيب الأسنان لإزالة بقايا جذور سنين لبنيتين، ليُكتشف أنها تمتلك ما مجموعه 81 سنًا، بينها 31 سنًا زائدة؛ هذه الحالة النادرة تعكس مدى غرابة وتفاوت أعراض هذا الاضطراب.

الأسباب الكامنة وراء فرط الأسنان

يرتبط فرط الأسنان عادة بعدة حالات وراثية وخلقية نادرة، منها:

• متلازمة غاردنر

• خلل التنسج الترقوي القحفي

• متلازمة إهلرز دانلوس

• مرض فابري

• شقوق الحنك الخلقية

وفي أحيان كثيرة، لا يكون السبب معروفًا بشكل قاطع، ما يترك المجال للفرضيات الطبية والتشخيص الدقيق.

هل يحتاج فرط الأسنان إلى علاج؟

ليس بالضرورة. في بعض الحالات، لا يسبب وجود أسنان زائدة أي مشكلة وظيفية، أو جمالية، لكن في حالات أخرى، قد يؤدي إلى:

• آلام مزمنة بسبب الضغط والاكتظاظ

• صعوبة في مضغ الطعام أو التحدث

• منع بزوغ الأسنان الطبيعية

• زيادة احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان والتهاب اللثة بسبب صعوبة التنظيف

في مثل هذه الحالات، قد يوصي طبيب الأسنان بإزالة الأسنان الزائدة جراحيًا لتحسين صحة الفم وجودة الحياة.

هل أصبح فرط الأسنان أكثر شيوعًا اليوم؟

لا توجد أدلة تؤكد أن فرط الأسنان في ازدياد؛ لكن هناك ملاحظة مهمة: مع أن عدد الأسنان الطبيعي هو 32، فإن فك الإنسان المعاصر بات أصغر حجمًا مقارنة بأسلافه، ما يجعل هذا العدد غير مناسب للفك الحديث، ويؤدي إلى تزاحم الأسنان حتى دون وجود أي زيادة عددية.

تقلص الفكين مشكلة حديثة ذات جذور بيئية

بحسب عالم الحفريات ريتشارد كلاين، فإن أسنان البشر القدامى كانت مستقيمة وغير مزدحمة، بعكس ما نراه اليوم، وتشير الدراسات إلى أن الفكين يتقلصان بوتيرة سريعة لا تتناسب مع بقاء عدد الأسنان كما هو، ما يسبب تزاحمًا حتى دون أي أسنان إضافية.

طرق الوقاية وتخفيف المشكلة

يمكن التقليل من حدة المشكلة عبر خطوات بيئية وسلوكية مبكرة:

1. تقديم طعام صلب للأطفال في سن مبكرة لتحفيز نمو الفك

2. تعزيز العادات السليمة في المضغ

3. تجنب ترك الفك في وضعية مرتخية لفترات طويلة

فرط الأسنان حالة نادرة لكنها قد تكون مقلقة أو مؤلمة في بعض الأحيان. من الضروري التشخيص المبكر ومراقبة نمو الأسنان لدى الأطفال، واستشارة طبيب الأسنان فور ملاحظة أي خلل في عدد الأسنان أو تموضعها، العناية بصحة الفم والوقاية البيئية المبكرة هما خط الدفاع الأول لتقليل التأثيرات السلبية لهذه الحالة على المدى الطويل.

فرط الأسنان، الأسنان الزائدة، عدد الأسنان الطبيعي، مشكلات الفك، تقويم الأسنان، متلازمة غاردنر، الفك الصغير، أمراض الأسنان الوراثية، أسباب فرط الأسنان، جراحة الأسنان، طب الأسنان الحديث، التشخيص الشعاعي للأسنان، الأسنان المتوسطة، أسنان خلفية زائدة، اضطرابات النمو الفكي.