نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 3 أشهر على انهيار التهدئة .. هل تتأثر غزة بتطورات المنطقة؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 12:58 صباحاً
مرت 3 أشهر على انهيار التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، ولا زال قطاع غزة يشهد حرباً ضارية، بل ويجد نفسه في قلب معادلة سياسية بالغة التعقيد، في خضم مواجهة جديدة نشبت في الإقليم، بين تل أبيب وطهران.
تتواصل المجازر ومشاهد النزوح ونصب الخيام على رقاع جديدة في قطاع غزة، في ظل تراجع ملحوظ في الاهتمام الإعلامي والدولي، وغياب أي أفق سياسي، أو حتى مفاوضات تتعلق بوقف الحرب.
ووفق مراقبين، فإن المرحلة الحالية تشهد الفصل الأسوأ من حرب غزة، كما أنها الأكثر فظاعة، حيث تستهدف النازحين المجوعين، في مراكز توزيع المساعدات، فضلاً عن الحصار المشدد الذي يلف قطاع غزة، ما عمق المجاعة، وضاعف المعاناة.
ولعل في الانشغال بالمواجهة الإيرانية الإسرائيلية، ما يمنح تل أبيب مساحة أوسع لتكثيف غاراتها ومواصلة استهداف المدنيين بعيداً عن الأعين، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، تتزامن مع صمت دولي لا زال يثير قلق الغزيين، لا سيما أن المساعي السياسية بشأن التهدئة والتي كانت تعاني من تعثر دائم قبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، اصطدمت بتحول في الأولويات الإسرائيلية بما يخدم أجندتها الإقليمية.
وفي الأوساط السياسية، تزداد المخاوف من استمرار تهميش ملف غزة، وإغلاق نوافذ الحلول السياسية، بينما دائرة القتل والتجويع آخذة في الاتساع، الأمر الذي سيقود إلى تعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ومواصلة قتل المدنيين.
توظيف
ويرى أستاذ العلوم السياسية، بلال الشوبكي، أن إسرائيل استغلت المباحثات السياسية في المرحلة السابقة لإدارة أزماتها الداخلية، لكنها لم تعد بحاجتها في خضم المواجهة المفتوحة مع طهران، بسبب انشغال الرأي العام الإسرائيلي بتطورات الأوضاع الإقليمية.
ووفق الشوبكي، فإن الحرب الإسرائيلية مع إيران لم تعطل العملية السياسية، وإن وظفتها سابقاً لإدارة أزماتها الداخلية وعلاقتها مع واشنطن، لكنها أزاحت الحاجة لمثل هذه المناورات، بحيث أصبح التركيز منصباً على جبهة إيران، فيما ابتعدت أهداف تحقيق تقدم حقيقي في ملف التهدئة، منوهاً إلى أن نتائج المواجهة بين تل أبيب وطهران ستكون حاسمة ليس فقط لقطاع غزة، وإنما للمنطقة بأسرها.
بدوره، يرجح الباحث السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، نهاد أبو غوش، سعي إسرائيل للاستفراد بقطاع غزة، من خلال إحباط أي تدخل دولي أو مبادرات سياسية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب، مع استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، مستغلاً احتدام التوتر في الإقليم، من خلال المواجهة الإسرائيلية مع كل من إيران واليمن.
خلط أوراق
ووفق أبو غوش، فقد سعت إسرائيل لخلط الأوراق في المنطقة، وصرف الأنظار عن حربها على قطاع غزة، بهدف تمتين جبهتها الداخلية، وتشتيت الاهتمام الدولي، ضمن مساعيها الرامية إلى تهميش القضية الفلسطينية، خصوصاً مع فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة والمضمرة في الحرب على غزة.
ولم يخف قلقه من محاولة إسرائيل تعزيز هيمنتها في الإقليم، وفرض حل نهائي في غزة، يتناغم مع رؤيتها، لكن معضلتها الأساسية تكمن في محدودية خياراتها، واستحالة تحقيق أهدافها العسكرية دون تسوية سياسية تنهي الحرب.
وفيما استأثرت المواجهة بين تل أبيب وطهران بالاهتمام العالمي، وخطفت الأضواء، فإن القضية الفلسطينية ستبقى محورية، رغم كل المحاولات الإسرائيلية لتهميشها، ولن تحل بالقوة العسكرية، كما يقول مراقبون.
0 تعليق