الرياض - ايمان الباجي - نستكمل مقالتنا

رومانسية ليست مجرد مهمة جانبية

بدلًا من علاقات عابرة، يجب أن تكون العلاقة بين الشخصيتين الرئيسيتين عنصرًا محوريًا

تستعد GTA 6 لنيل لقب لعبة الجيل من خلال ميزة الرومانسية التي تم الترويج لها بشكل كبير. هذا بالطبع في حال أوفت اللعبة بالوعد، ولم يكن الأمر مجرد خدعة تسويقية من Rockstar. الجماهير متحمسة بالفعل لعلاقة الأبطال الثنائيين، حيث أظهرت العروض الترويجية كيمياء قوية بينهما جذبت انتباه اللاعبين بشدة. بإمكان GTA 6 أن تواصل السير على نفس الخط الذي بدأته العروض، بل وأن تضيف المزيد من المفاجآت داخل اللعبة.

الخروج في مواعيد غرامية بطابع GTA الساخر، وبتوازن بين الرومانسية والجنون المعتاد، سيكون تجربة فريدة. قد يشهد اللاعبون مشاهد غير متوقعة مثل قيام الثنائي بإطلاق النار من السيارة خلال موعد غرامي، أو تناول العشاء وسط جثث أفراد عصابات منافسة، وكل ذلك مع تبادل النكات السوداء. هذا المزج بين الكوميديا السوداء والرومانسية يمكن أن ينجح بشكل مذهل داخل عالم GTA.

نعم، لقد سبق للاعبين أن جربوا لمحات من هذا في ألعاب سابقة، لكن لا ضرر في أن تأخذ العلاقة هذه المرة دورًا أكبر، بل وربما تتحول إلى جزء جوهري من أسلوب اللعب وقلب التجربة السردية للعبة.

التميز الفردي الذي يبرز نقاط القوة لدى كل شخصية

آليات لعب تُفرق بين الشخصيتين وتُبرز تنوع أساليب اللعب

نظرًا لعدم وجود شخصية ثالثة (فيما يبدو) في GTA 6، فإن Rockstar أمام فرصة لاستعراض إبداعها في تنويع أسلوب اللعب بشكل حقيقي، بحيث لا تكون الشخصيتان الرئيسيتان مجرد نسخ شكلية من بعضهما، بل يشعر اللاعب بأن كل شخصية لها أسلوبها الخاص والمميز في اللعب. وجود Jason وLucia بأساليب مختلفة سيمنح اللاعبين حرية أكبر ويتيح لهم اختيار طرق متنوعة لإنهاء المهام.

إمكانية اختيار أي من الشخصيتين أو التبديل بينهما في أي وقت، كما في نظام الثلاثي في GTA 5، سيكون ميزة مرحب بها إذا عادت. بل ويمكن لـ Rockstar أن ترفع مستوى هذه الفكرة إلى مرحلة جديدة، حيث تؤدي الشخصية المختارة إلى مشاهد سينمائية مختلفة، وتغييرات في سير المهام حسب من يقود المشهد.

ميزة التميز الفردي هذه قد تكون واحدة من أبرز العوامل التي تجعل GTA 6 أكثر لعبة متفردة في جيلها، وتُرسّخ مكانتها كلعبة رائدة من حيث العمق وتنوع التجربة.

مهام قصة أكثر تعقيدًا وسرقة متوازنة

توازن دقيق بين “التحدي وسهولة الوصول” لجذب اللاعبين

تُعد السرقات الكبرى والمهام ذات الرهانات العالية من العناصر الأساسية التي يتوقعها اللاعبون في GTA 6، ولا مجال للشك في ضرورة وجودها. لكن التحدي الحقيقي يكمن في تخطي ما تم تقديمه في GTA 5، خاصة وأنها وضعت معيارًا عاليًا جدًا لهذه التجربة. ومع سجل Rockstar الحافل في تقديم مفاجآت تفوق التوقعات، يبدو أن المهمة ليست مستحيلة بالنسبة لها.

في GTA 6، يجب أن تكون المهام أكثر تعقيدًا من الناحية الاستراتيجية، مع خيارات متعددة للهروب، وأوقات محددة للهجوم، وأنظمة أمنية متقدمة تفرض على اللاعبين التفكير والتخطيط بعناية. مطاردات الشرطة يجب أن تكون أكثر إثارة من أي وقت مضى، مع ذكاء اصطناعي يُجبر اللاعب على الابتكار لتفادي القبض عليه.

لكن التحدي الأكبر هو الحفاظ على توازن دقيق بين الصعوبة والسهولة. المهام يجب ألا تكون بسيطة لدرجة تُمكّن أي لاعب من اجتيازها دون جهد، ولا معقدة بشكل يُشعر اللاعبين بالإحباط أو الإرهاق. الحل المثالي هو تقديم مهام يمكن تعديل صعوبتها بحسب أداء اللاعب، أو دمج آليات تكيّفية تجعل التجربة سلسة للجدد، وتحديًا حقيقيًا للمتمرسين.

أسرار لاكتشافها وحملة بديلة تقلب السيناريو على غرار Undead Nightmare 2.0

لا شيء يضاهي تغيّرًا جذريًا في اللعبة لإبقاء اللاعبين في حالة اكتشاف دائم

إضافة الأسرار ونمط قصة بديل تُعد من الميزات المحتملة في GTA 6 التي يمكن أن ترفعها إلى مستوى “لعبة الجيل” دون منازع. ومع ضخامة عالم اللعبة المفتوح، فمن المتوقع أن يحتوي على مناطق سرية ضخمة تتنوع بين إشارات خفية (Easter eggs) وعناصر غريبة أو حتى سريالية بالكامل. وكالعادة، سيجتمع مجتمع اللاعبين للكشف عن هذه الأسرار وتبادل التجارب، وهو ما يُعد نصف متعة الاستكشاف في ألعاب Rockstar.

على سبيل المثال، ظهور شخصيات كلاسيكية مثل Tommy Vercetti أو CJ داخل GTA 6 من شأنه أن يُحدث ضجة هائلة بين المعجبين. كذلك، تخيل سيناريو بديل تأخذ فيه اللعبة طابع الغرب الأمريكي، كما في Red Dead Redemption، أو يتم تحويل العالم إلى أرض موبوءة بالزومبي كما حدث في Undead Nightmare. بل قد تكون هناك نسخة مدرسية مشابهة للعبة Bully، ولكن بنكهة GTA المظلمة والفوضوية.

كل هذه الاقتراحات لا تُعتبر عودة لعوالم Rockstar السابقة فحسب، بل هي بمثابة إعادة تخيل كاملة للعبة من منظور مختلف كليًا، مع الحفاظ على جوهر GTA كما هو. الاحتمالات لا حدود لها، وربما يتم دمج نمط الشرطي السري أو قصة بأسلوب الأفلام السوداء (Noir)، أو حتى استكشاف الحياة داخل السجون.