نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جنوب كردفان على حافة المجاعة - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 08:18 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
يشهد الموسم الزراعي في ولاية جنوب كردفان وضعًا كارثيًا يعكس حجم التحديات التي تعيشها البلاد في ظل الظروف الأمنية المضطربة، والتدهور الاقتصادي، والتغيرات المناخية التي انعكست بوضوح في انخفاض معدلات هطول الأمطار، ما وضع الزراعة، باعتبارها مصدر العيش الرئيسي لسكان الولاية، في خطر حقيقي يهدد الأمن الغذائي للمنطقة.
مساحات زراعية ضئيلة مقارنة بالإمكانات المتاحة
كشف المزارع محمد أبكر في حديثه لموقع “دارفور24” أن المساحات المزروعة خلال هذا الموسم لن تتجاوز ما بين 20 إلى 30 ألف فدان، وهي نسبة ضئيلة للغاية مقارنةً بمليون فدان تقريبًا تمثل المساحات الزراعية الصالحة في المحلية.
وأوضح أبكر أن الزراعة تركزت هذا العام في وحدة كرتالا الإدارية، خصوصًا في المناطق الجنوبية منها، وذلك بسبب غياب الأمن في بقية المناطق بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة هبيلة، وهو ما أدى فعليًا إلى خروج مساحات زراعية شاسعة من دائرة الإنتاج.
انعدام الأمن يطرد المزارعين من أراضيهم
الوضع الأمني المتدهور في مدينة هبيلة والمناطق المجاورة حال دون وصول المزارعين إلى الأراضي الزراعية، في وقت يعتمد فيه سكان المنطقة على الزراعة كمصدر رزق أساسي. وبدأت بالفعل مؤشرات فشل الموسم في الظهور مع تصاعد المخاوف من خسائر فادحة تهدد الأمن الغذائي.
لا تمويل بنكي.. والأسعار تنهك المزارعين
وأكد أبكر أن الموسم الزراعي الحالي خالٍ تمامًا من أي دعم أو تمويل بنكي، ليس فقط في هبيلة، وإنما في محلية دلامي المجاورة أيضًا، ما أجبر المزارعين على تدبير احتياجاتهم بأسعار السوق الباهظة، حيث وصل سعر برميل الوقود إلى مليون ومئتي ألف جنيه، بينما بلغ سعر جوال الذرة المخصص للبذور نحو 100 ألف جنيه، وسجل قنطار السمسم نحو 90 ألف جنيه.
هذه الأسعار المبالغ فيها وضعت عبئًا ماليًا هائلًا على كاهل المزارعين، معظمهم لا يملك القدرة على مجاراة هذه التكاليف، ما أدى إلى تقليص النشاط الزراعي إلى الحد الأدنى الممكن.
آفات زراعية وغياب المكافحة
وأضاف أبكر أن المزارعين يواجهون تحديات أخرى لا تقل خطورة، مثل انتشار الآفات الزراعية كـ”الجراد” و”الذبابة البيضاء”، إلى جانب الأعشاب الطفيلية مثل “البودا”، في ظل غياب شبه تام للمبيدات الحشرية وغياب فرق المكافحة، ما يزيد من هشاشة الموسم الزراعي.
محلية التضامن تواجه ذات المصير
وفي سياق متصل، أوضح المزارع التوم البرير من محلية التضامن، أن المساحة المخططة للزراعة هذا العام تبلغ حوالي 840 ألف فدان حسب إدارة الأراضي، مع وجود مساحات أخرى تُزرع بشكل تقليدي دون تقنين.
لكن البرير توقع أن تتم زراعة ربع هذه المساحة فقط، بسبب التحديات نفسها التي تعاني منها محلية هبيلة، خاصة الأوضاع الأمنية في محلية أبو جبيهة، واستمرار الحرب وتأثيراتها المباشرة، إلى جانب نقص التمويل والوقود، ما أدى إلى تراجع حاد في الزراعة.
غياب الدعم التقني والمؤسسي
وأشار البرير إلى أن غياب الإرشاد الزراعي والدعم المؤسسي أدى إلى تدهور جودة الزراعة وانخفاض الإنتاجية، وهو ما يُنذر بتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
وقال إن فرع البنك الزراعي هو الجهة الوحيدة التي قدمت دعمًا محدودًا، من خلال توفير الجازولين بأسعار تجارية، حيث بلغ سعر البرميل مليون جنيه، مما زاد من حجم المعاناة بدلًا من تخفيفها.
مطالبات عاجلة لإنقاذ الموسم
طالب البرير الحكومة والمنظمات الزراعية بضرورة التدخل العاجل لدعم المزارعين، وذلك من خلال توفير البذور المحسنة والتمويل الأصغر والمدخلات الزراعية بأسعار مناسبة، وتعزيز دور الإرشاد الزراعي، وتوفير فرق لمكافحة الآفات الزراعية، والعمل على إدخال محاصيل مقاومة للجفاف، بالإضافة إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في تحسين الإنتاج الزراعي وتأمين مستقبل الزراعة في الولاية.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق