متابعات- تليجراف الخليج

في تأكيد لمواقفه الثابتة تجاه السلم الإقليمي والدولي، جدد السودان دعوته لجميع الأطراف المعنية بأزمة الملف النووي الإيراني إلى ضرورة ضبط النفس وتجنب التصعيد، مشددًا على أن السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات يتمثل في الحوار والمسار السلمي التفاوضي.

جاء ذلك في بيان رسمي ألقاه سعادة السفير مجدي أحمد مفضل، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي عُقد اليوم الإثنين الموافق 23 يونيو 2025، على خلفية التصعيد العسكري الأخير في منطقة الشرق الأوسط.

قلق سوداني من الهجمات الأمريكية والإسرائيلية

وأعرب السفير مجدي أحمد مفضل، خلال كلمته أمام المجلس، عن قلق السودان البالغ إزاء التصعيد الأخير في المنطقة، خاصة في أعقاب الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على منشآت نووية داخل إيران، إلى جانب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الإيرانية منذ الثالث عشر من يونيو الجاري.

وحذّر السفير من تداعيات هذه الاعتداءات على أمن واستقرار المنطقة برمتها، داعيًا إلى تغليب صوت العقل والدبلوماسية، والعمل على عدم الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تكون عواقبها وخيمة على المنطقة والعالم.

دعوة سودانية لرقابة شاملة على جميع المنشآت النووية

وفي خطوة تعكس الالتزام السوداني الدائم بنزع فتيل التوترات النووية، طالب السودان في بيانه بإخضاع جميع المنشآت النووية في منطقة الشرق الأوسط لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك المنشآت النووية الإسرائيلية، التي تظل خارج رقابة المجتمع الدولي حتى الآن.

وشدد على أهمية انضمام كافة دول الشرق الأوسط إلى معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، باعتبارها الخطوة الأساسية لضمان الأمن النووي ومنع سباق التسلح في المنطقة، داعيًا الوكالة والمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود في هذا الاتجاه.

موقف ثابت تجاه الأمن والسلم الدوليين

ويأتي هذا البيان في إطار سياسة السودان الداعمة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وحرصه على ضمان أن تكون الأنشطة النووية في المنطقة لأغراض سلمية فقط وتحت رقابة دقيقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك ضمن التزامات الخرطوم بمبادئ القانون الدولي.

كما يعكس البيان موقف السودان الداعي دائمًا إلى الحلول الدبلوماسية، ورفضه الواضح لأي تصعيد عسكري يهدد استقرار الشرق الأوسط، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد القادر على احتواء التوترات ومعالجة القضايا النووية.

إتبعنا