د٠ طلال أبو غزالة… الفقير الذي بنى إمبراطورية لا تسرقها إلا الأقدار #عاجل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: د٠ طلال أبو غزالة… الفقير الذي بنى إمبراطورية لا تسرقها إلا الأقدار #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025 08:18 صباحاً

كتب عوني الرجوب 

لم ألتقِ هذا الرجل يومًا. لم أجلس معه، ولم أتناول معه فنجان قهوة، ولا حتى صادفت ظله في رواق، أو جمعتني به صورة أو مناسبة. لكنني عرفته من حديث من عرفوه، وأحببته من حكايات الصادقين الذين رافقوه. وكلما سمعت عنه، ازداد إعجابي، لا بما يملك، بل بما هو. لان ماله لا يعنيني بقدر مايعنيني شخصية الرجل الاسطوره

طلال أبو غزالة ليس مجرد اسمٍ يتصدر قوائم الأغنياء أو لائحة القادة الاقتصاديين العرب، بل هو قصة كفاح من زمنٍ بات نادرًا فيه النقاء. وُلد من رحم المعاناة، خرج من بيت الفقر لا وهو يخجل، بل وهو يحمله وسامًا على صدره، وكأنما يقول لكل فتى شريد: انظروا، هذا كان ماضيَّ… فانظروا اليوم كيف يصنع الصبر مجدًا.

اليوم، سرقوه. نعم، سرقوا منه ملايين. لكنهم ما سرقوا عزة نفسه، ولا هزّوا من روحه شعرة. ففي ردهات الإعلام، حين كان البعض ينتظر منه الغضب والانكسار، خرج يقول:

"لقد خُلقتُ فقيرًا، وسأعود فقيرًا إن لزم الأمر، وما كنتُ أملك شيئًا حتى أنزعج إن فقدته.”

أي روح هذه؟ وأي كبرياء في التواضع هذا؟

الرجل لا يعيش في قصر، ولا يتباهى بسيارة، ولا يُحيط نفسه بهالة من التفاخر. يعيش كما نعيش، يأكل كما نأكل، بل يقف على طابور ساندويشة فلافل دون أن يتجاوز أحدًا أو يدفع غيره ليقف مكانه. منتهى البساطة، ومنتهى القوة.

مؤسس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية، إحدى أكبر المجموعات المهنية في العالم العربي والعالمي، صانع نهضة فكرية اقتصادية لا تُقاس بثروته، بل بأثره. لا يمل من تشجيع الشباب، لا يرضى أن يكون الإنسان تابعًا، ولا يؤمن بالاتكالية.

قالها ذات مرة:

"الراتب لا يغنيك، لكنه يكفيك… أما من يريد أن يصبح ثريًا، فعليه أن يخلق مشروعه بيده، ولو بدأ من لا شيء.”

كم من شابٍ سمعه وغيّر مسار حياته؟ وكم من حالمٍ أعطاه الأمل عندما ظنّ أن الحياة لا تفتح الأبواب إلا للأغنياء الموروثين؟

في زمنٍ بات فيه الناجحون يخفون بداياتهم، طلال أبو غزالة يتحدث عن فقره بفخر، وعن أيامه الصعبة بكبرياء. هو ليس من أولئك الذين تنكّروا لجذورهم، ولا ممن بنوا مجدهم على أكتاف غيرهم.

اليوم، بعد سرقته، لم نرَ دمعة، ولا تأوّه، بل عزيمة تقول للعالم:

"ما أُخذ من مال سيعوضه الله، أما ما أملك من إرادة وفكر، فلن يقدر أحد على سرقته.

طلال أبو غزالة ليس مجرد رجل عصامي ناجح، بل هو مدرسة في القيادة، وأيقونة في الفكر، وعَلمٌ من أعلام العزم. من لا يعرفه سيظن أنه من أولئك الأثرياء العابرين، ومن عرفه جيدًا يدرك أنه ثروة إنسانية لن تُقوَّم بأرقام، بل بتأثير لا يُنسى.

له ولأمثاله، نكتب…

وله وحده، نقول:

دمت كبيرًا، كما كنت دومًا.


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق