من مدينة طنجة المغربية، عاد لاعب منتخب الإمارات للبلياردو خالد الزرعوني وهو يحمل بين يديه ميداليتين، واحدة تعكس بريق الإنجاز الفردي، والأخرى تجسد روح العمل الجماعي والتكامل مع زملائه في المنتخب.

لم تكن هذه العودة عادية، بل حملت في طياتها مشاعر الاعتزاز والثقة بأن رياضة البلياردو في دولة الإمارات تمضي بخطى واثقة نحو التميز، وأن جهود السنوات الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها.

ففي بطولة كأس الاتحاد العربي للبلياردو والسنوكر، التي احتضنتها طنجة بمشاركة واسعة من أكثر من 15 دولة عربية، قدم الزرعوني مستوى لافتاً، توج بحصوله على الميدالية الذهبية في مسابقة الفرق، إلى جانب زميله محمود شريف.

كما أحرز برونزية فردي 10 كرات، ليؤكد حضوره القوي على الساحة العربية، ويثبت نفسه كأحد أبرز لاعبي المنتخب الوطني في هذه الرياضة، التي تشهد تطوراً ملحوظاً في الدولة.

ولم يكن إنجاز الزرعوني في هذه البطولة مفاجئاً لمن تابع تطوره خلال الأعوام الماضية، لكنه شكل نقلة نوعية في مسيرته، وعكس حجم الطموح والإصرار لدى جيل جديد من الرياضيين الإماراتيين، الذين يسعون إلى رفع علم بلادهم في مختلف المحافل الدولية.

محطة بارزة

وفي تصريحات خاصة لـ«تليجراف الخليج»، أكد خالد الزرعوني أن مشاركته في بطولة كأس الاتحاد العربي بالمغرب، كانت واحدة من أبرز المحطات في مشواره الرياضي حتى الآن، نظراً لما مثلته من تحديات ونجاحات في آن واحد، قائلاً:

«الحمد لله على تحقيق هذه الميداليات، مشاركتي في البطولة العربية كانت مميزة ومثمرة، قدمت كل ما لدي في المنافسات، واستفدت كثيراً من مواجهة لاعبين أقوياء من مختلف الدول، هذه التجربة أضافت لي الكثير من الخبرة والاحتكاك المهم الذي نحتاجه كلاعبين لتطوير مستوانا».

لحظة خاصة

وكانت ذهبية الفرق التي توج بها خالد إلى جانب زميله محمود شريف، لحظة خاصة في مسيرته، خصوصاً وأنها الأولى من نوعها في رصيده الذهبي، حيث عبر عنها بقوله :

«هذه الميدالية تعني لي الكثير، فهي أول ذهبية في مسيرتي الرياضية، وتشكل علامة فارقة تؤكد أنني أسير على الطريق الصحيح.. هي حافز كبير يدفعني للاستمرار والعمل أكثر، وتمنحني دافعاً إضافياً لبذل المزيد من الجهد في البطولات المقبلة».

وعن سر التتويج في منافسات الفرق، شدد الزرعوني على أن عامل الانسجام لعب دوراً حاسماً، قائلاً: «ميزة الشراكة مع محمود شريف أننا نعرف بعضنا منذ سنوات طويلة، ولعبنا كثيراً كفريق في بطولات سابقة.

وهذا ساعدنا على التأقلم سريعاً خلال البطولة.. التفاهم والثقة المتبادلة كانا مفتاح الفوز في النهائيات، وظهرا بوضوح في طريقة تعاملنا مع المواجهات الحاسمة».

تطور جيد

ولم يكتفِ الزرعوني بالحديث عن نفسه، بل تناول أيضاً واقع رياضة البلياردو في الإمارات، مبرزاً ملامح التطور الذي تشهده اللعبة خلال السنوات الأخيرة، لاسيّما على مستوى المشاركات الخارجية.

حيث قال: «رياضة البلياردو تتطور بشكل جيد في الإمارات، وهناك تحسّن ملحوظ بفضل زيادة عدد البطولات الخارجية التي نشارك فيها، وهذا الأمر يرفع من مستوى اللاعبين ويمنحهم خبرات دولية مهمة».

وأوضح أن الاحتكاك الخارجي عنصر أساسي في صقل مهارات اللاعبين، لأنه يضعهم في مواجهة مدارس فنية مختلفة، ويعزز من قدرتهم على التعامل مع الضغوط، سواء من حيث تنوع الأساليب أم قوة المنافسات، مشيراً إلى أن هذا المسار التراكمي هو ما يحتاجه أي منتخب طامح لتحقيق الإنجازات.

وفي ختام تصريحاته، شدد الزرعوني على أن الإنجاز الأخير لن يكون نهاية المطاف، بل خطوة أولى نحو طموحات أكبر، قائلاً: «خطتي هي مواصلة التدريب الجاد والاستعداد للبطولات المقبلة بإذن الله.

. هدفي هو تحقيق نتائج أفضل، ورفع علم الإمارات عالياً في المحافل الدولية، وهذه المشاركة كانت مجرد بداية».

وأضاف أن روح الإصرار والرغبة في التطور ستكون حاضرة في كل مرحلة مقبلة، مؤكداً أن تمثيل الدولة في البطولات الخارجية مسؤولية كبيرة، تتطلب الانضباط والتركيز والعمل المستمر من أجل الوصول إلى منصات التتويج، وتحقيق طموحات الشارع الرياضي الإماراتي.

بطل العرب:

تمثيل الدولة مسؤولية كبيرة تتطلب الانضباط والتركيز والعمل المستمر