لم يكن فوز نادي العين على الوداد المغربي بنتيجة 2 ـ 1، في ختام مباريات المجموعة السابعة ببطولة كأس العالم للأندية، مجرد انتصار شرفي قبل توديع البطولة، بل حمل بين تفاصيله أرقاماً لافتة وإنجازات جديدة تضاف إلى تاريخ «الزعيم» في المحافل العالمية.

في اللقاء الذي احتضنه ملعب «أودي فيلد» في العاصمة الأمريكية واشنطن، نجح العين في قلب تأخره بهدف مبكر إلى فوز مستحق، بفضل ثنائية لابا كودجو من ركلة جزاء في الدقيقة 45+1، وأليخاندرو روميرو «كاكو» في الدقيقة 50، بعدما كان الوداد قد افتتح التسجيل عن طريق كاسيوس مايلولا في الدقيقة الرابعة.

أرقام من ذهب

رغم وداعه المبكر، خرج نادي العين من كأس العالم للأندية 2025 محملاً بمجموعة من الأرقام اللافتة التي رسخت حضوره القاري والدولي، فقد أصبح «الزعيم» أول نادٍ آسيوي يحقق انتصاراً في النسخة الجديدة من البطولة العالمية بنظامها الموسع، مسجلاً اسمه في قائمة المتفوقين .

ضمن هذا التحول التاريخي في كرة القدم العالمية، وذلك قبل ساعات من إنجاز الهلال السعودي، الذي تغلب على باتشوكا المكسيكي بهدفين دون رد وتأهله إلى دور الـ16 كأول نادٍ آسيوي وعربي يعبر مرحلة المجموعات في النظام الجديد للبطولة.

وحمل فوز العين على الوداد المغربي بهدفين لهدف، بين طياته مكاسب معنوية مهمة للزعيم، إذ يمثل ثاني انتصار يحققه الفريق في تاريخه المونديالي خلال الوقت الأصلي للمباراة، دون الحاجة إلى أشواط إضافية أو ركلات ترجيح.

كما رفعت الثنائية التي سجلها كل من لابا كودجو وأليخاندرو كاكو، رصيد أهداف الزعيم في مشاركاته المونديالية إلى 11 هدفاً، ما يعكس التطور الهجومي الملحوظ للفريق في مثل هذه المحافل.

وعلى المستوى العربي، واصل ممثل الإمارات فرض تفوقه، حيث دون هذا الانتصار السابع لأندية عرب آسيا في مواجهاتهم أمام عرب أفريقيا، من أصل 11 مواجهة تاريخية في البطولة، في تأكيد جديد على أحقية الكرة الخليجية بموقعها المتقدم على الساحة القارية.

ثلاثي متوهج

وكشفت إحصائيات موقع «سوفا سكور» الشهير عن أفضل لاعبي العين خلال دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية 2025، وذلك بناءً على معدلات التقييم الفنية.

وتصدر الباراغوياني أليخاندرو روميرو «كاكو» قائمة الأفضل بتقييم بلغ 7.10، بعدما قدم مستويات لافتة في خط الوسط، يليه الأرجنتيني بالاسيوس الذي نال تقييم 7.03، وأظهر ثباتاً كبيراً في الأداء، فيما جاء المهاجم التوغولي لابا كودجو في المركز الثالث بتقييم 6.93، بعدما ترك بصمة تهديفية واضحة أمام الوداد.

وشكل هذا الثلاثي العمود الفقري للعين خلال مشواره المونديالي، وأكد بوضوح أن الزعيم يملك بين صفوفه عناصر قادرة على صناعة الفارق في المواجهات الكبرى.

نجوم وأضواء

ورغم غياب التألق الفردي عن النجمين الجماهيريين على طرفي المواجهة، عمر السومة مهاجم الوداد، وسفيان رحيمي نجم العين، حيث غادر كلاهما البطولة دون أي مساهمة تهديفية، إلا أن العين نجح في تقديم أداء جماعي متماسك، تُوّج بفوز مهم في ختام مشواره.

وبرز في صفوف «الزعيم» كل من كاكو وبارك يونغ-وو بتحكمهما في إيقاع اللعب، وقيادتهما خط الوسط بثبات وهدوء تحت الضغط، إلى جانب الحارس المخضرم روي باتريسيو الذي قدم مباراة كبيرة، ووقف سداً منيعاً أمام محاولات الوداد الهجومية، خاصة في الدقائق الأخيرة من اللقاء.

وظهر الصربي فلاديمير إيفيتش، مدرب العين، أكثر ارتياحاً بعد صافرة النهاية، بعدما أظهر فريقه وجهاً مختلفاً وردة فعل قوية عقب خسارتين متتاليتين أمام يوفنتوس ومانشستر سيتي، ليختتم مشواره في المونديال العالمي بفوز معنوي يعيد له شيئاً من الثقة والروح.

بداية مختلفة

وتحمل هذه النتيجة مؤشرات واعدة لممثل الكرة الإماراتية قبل انطلاق الموسم الجديد، إذ تبدو بمثابة بداية نفسية جديدة للفريق بعد موسم ماضٍ لـ«النسيان» على الصعيد المحلي، أنهاه العين في المركز الخامس خلف رباعي المقدمة: شباب الأهلي، الشارقة، الوحدة، والوصل.

واكتفى «الزعيم» بجمع 44 نقطة فقط من 26 مباراة، حقق خلالها 12 فوزاً مقابل 8 تعادلات وتلقى 6 هزائم، في موسم اتسم بعدم الاستقرار الفني وتراجع المستوى في العديد من المحطات.

لكن الأداء الذي ظهر به العين أمام الوداد، والطريقة التي تعامل بها اللاعبون مع ظروف المباراة، تعكس رغبة واضحة في طي صفحة الماضي، والانطلاق نحو موسم مختلف، يسعى خلاله الفريق لاستعادة موقعه الطبيعي كمنافس شرس على الألقاب محلياً وقارياً.