«كفر مالك» الفلسطينية.. على كف الاستيطان - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «كفر مالك» الفلسطينية.. على كف الاستيطان - تليجراف الخليج اليوم السبت 28 يونيو 2025 03:12 صباحاً

شارع متموج يهبط من أعالي قمة جبل العاصور، كخيط فضي ينساب بين الصخور، ومن بين التضاريس القاسية تلوح قرية كفر مالك كدرّة جبلية تعانق السحاب، تحرسها الجبال في صمت، ولا زالت تصارع للبقاء أمام الاستيطان.

لم تكن دماء الطفل عمّار حمايل ابن الـ13 ربيعاً قد جفت، حتى لحق به ثلاثة شبان آخرين هم: لطفي بعيرات 18 عاماً، ومرشد حمايل 35 عاماً، ومحمـد الناجي 18 عاماً، إذ قتلهم مستوطنون، بينما كانوا يتصدون لاعتداءاتهم بحق العزل.

وفق شهود عيان من قرية كفر مالك، كان الشبان الثلاثة في بيت عزاء الطفل عمار حمايل، الذي قتله المستوطنون أيضاً قبل يومين، وعندما باغت المستوطنون أهالي القرية بهجوم آخر، وأخذوا يشعلون النار في المنازل والممتلكات، خرج لطفي .

ومرشد ومحمـد لإنقاذ عائلة حاصرتها النار في منزلها، فعاجلهم المستوطنون بالرصاص الحي، ليسقطوا مضرجين بدمائهم. في ليلة الخميس، التي صادفت رأس السنة الهجرية، عاش أهالي كفر مالك ليلة رعب حقيقية، وكانت تسمع أصوات طرقات العصي والحجارة وهي تضرب المنازل.

بينما أتت النار على منازل ومركبات وأراض زراعية، مخلفة دماراً واسعاً، وإصابات كثيرة في صفوف الفلسطينيين، إذ في غضون دقائق تحولت القرية الهادئة والغافية بين أحضان جبل العاصور، الأعلى في فلسطين، إلى ساحة مشتعلة، فاجأت الأهالي الآمنين في بيوتهم، فكان الشبان الثلاثة حمايل وبعيرات والناجي، آخر الضحايا.

قتل وتدمير

ويتساءل محمـد المالكي: أليس من حق الفلسطينيين أن يعيشوا بأمن وسلام على أرضهم، مثل كل شعوب الأرض؟.. وإلى متى هذا الرعب؟.. مبيناً أن المستوطنين يقومون بشكل شبه يومي بجولات استكشافية في منطقة عين سامية الأثرية، زاعمين أنها تأسست على أطلال مستوطنات إسرائيلية، ويمارسون القتل والتدمير على مرأى ومسمع، بل بحماية، الجيش الإسرائيلي.

ويضيف لـ «تليجراف الخليج»: هكذا يزعمون، أما في الحقيقة فعين سامية منطقة كنعانية، موجودة كآثار تاريخية منذ ما يقارب الـ8000 عام، وما زالت تستقطب سكان القرى المجاورة للشرب والسقاية وشراء الخضروات الورقية الطازجة، وأصبحت محط أطماع المستوطنين نظراً لموقعها الاستراتيجي، إذ تمتد شرقاً حتى غور الأردن، وفي العام 1963 أصبحت مضخة للمياه تغذي محافظة رام الله والبيرة.

ويواصل بينما كان يقف قرب مركبة تحولت إلى رماد: عشنا ليلة عصيبة، النيران كانت تشتعل في كل مكان، وعشرات المستوطنين يرشقون المنازل بالحجارة ويحطمون المركبات ويحرقون السهول الزراعية، من خلال إلقاء مواد حارقة وشديدة الاشتعال، وبصعوبة سيطرنا عليها، لكن بعد أن فقدنا ثلاثة من خيرة شباب القرية.

بينما قال أحمد حمايل: ربنا قدّر ولطف، فالحرائق معظمها كانت في مناطق مفتوحة، وتمت السيطرة عليها قبل أن تمتد، لكن ماذا عسانا أن نفعل إذا كان الحريق القادم في منازل مأهولة ومحاصرة؟

حذر

في كفر مالك، العشرات لا زالوا يرقدون على أسرة الشفاء، ولم تبرأ جراحهم، فيما الحزن يلف القرية، ولا زال الحذر سيد الموقف، فالهجمة الاستيطانية لا زالت في أوجها، وللمستوطنين عودة حتمية، بعد أن توعدوا الأهالي بمزيد من القتل والحرق والتهجير، ما دعاهم لتشكيل لجان شعبية للحراسة.

واستناداً إلى الهيئة الفلسطينية لمكافحة الجدار والاستيطان، فمع عودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ازدادت في الضفة الغربية اعتداءات المستوطنين بصورة مضاعفة، إذ نفذ المستوطنون نحو 770 اعتداء خلال شهري مايو ويونيو، تراوحت ما بين قتل مواطنين عزل، وحرق وتدمير ممتلكات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق