صراع الحصص والحقائب.. ما الذي يعرقل حكومة السودان الجديدة؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صراع الحصص والحقائب.. ما الذي يعرقل حكومة السودان الجديدة؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 28 يونيو 2025 10:10 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

يعيش الشارع السوداني حالة من الترقب والانتظار الحذر لإعلان التشكيلة الوزارية التي وعد رئيس الوزراء كامل إدريس بالكشف عنها خلال عشرة أيام، في وقت تتزايد فيه التحديات السياسية والضغوط الداخلية، وسط مشهد بالغ التعقيد فرضته الخلافات حول حصص ومواقع الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا في الحكومة المقبلة.

الحركات تتمسك بحقها في الوزارات الاقتصادية

تتمثل أبرز التحديات أمام كامل إدريس في تمسك الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا بالحصول على ذات عدد الوزارات التي كانت تحظى بها سابقًا، والتي تبلغ خمس وزارات، مع إصرارها على الاحتفاظ بالوزارات الاقتصادية الرئيسية وعلى رأسها المالية والمعادن. وقد أدى هذا التمسك إلى تفاقم الخلافات وظهور انقسامات بين المكونات السياسية المختلفة، في وقت حساس تمر به البلاد، بحسب الحدث.

 الهيمنة على السلطة

في المقابل، عبّرت أطراف داخل مجلس السيادة عن قلقها من أن يكون تمسك الحركات المسلحة بالوزارات الاقتصادية مدخلًا للهيمنة على مفاصل السلطة التنفيذية، معتبرة أن اتفاق سلام جوبا لم ينص صراحة على منح وزارات بعينها، بل أشار فقط إلى نسبة تمثيل عامة للحركات قدرها 25%.

انقسامات بين مسارات اتفاق جوبا حول تفسير الحصص

تعمّقت الخلافات أكثر بين أطراف سلام جوبا نفسها، والتي تضم خمسة مسارات رئيسية هي: دارفور، المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، الشرق، الشمال، والوسط. وقد انحصرت هذه الخلافات في كيفية توزيع الحصص الوزارية وتفسير نصوص الاتفاق، مما زاد المشهد السياسي تعقيدًا.

معايير اختيار الوزراء تشكل تحديًا إضافيًا لرئيس الوزراء

لا يقف التحدي أمام رئيس الوزراء عند حد الخلافات حول الحصص، بل يواجه أيضًا ضغوطًا متعلقة بضرورة تشكيل حكومة تضم وزراء من جميع أقاليم السودان بشكل عادل، مع تمثيل منصف للنساء، واشتراط أن يكون الوزراء من الكفاءات المستقلة وغير المنتمين إلى تيارات سياسية، وهو ما يعقد مهمة الاختيار في ظل حالة الاستقطاب التي تعيشها البلاد.

ترحيب دولي واسع بخطوة تعيين كامل إدريس

رغم هذه التحديات، فإن تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء وجد ترحيبًا دوليًا واسعًا، في ظل آمال بأن تسهم حكومته المرتقبة في تخفيف معاناة المواطنين ووضع البلاد على مسار الانتقال المدني. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعتبر تعيين إدريس خطوة مهمة في طريق استكمال عملية الانتقال في السودان.

السودانيون يأملون في حكومة تنهي معاناتهم

يعلّق السودانيون آمالهم على الحكومة المقبلة بقيادة كامل إدريس في معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي أثقلت كاهلهم، وإحداث اختراق في الملفات السياسية المعقدة، وإعادة الاستقرار إلى البلاد بعد سنوات من الاضطرابات.

التشكيلة الوزارية.. اختبار صعب لإدريس

بات واضحًا أن إعلان التشكيلة الوزارية سيكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة كامل إدريس على إدارة التوازنات السياسية الدقيقة، واستيعاب مختلف القوى دون أن يغفل معايير الكفاءة والخبرة التي تعهّد بالالتزام بها.

متى ينتهي الجدل؟

يبقى السؤال المطروح في الشارع السوداني: هل سينجح كامل إدريس في التوفيق بين متطلبات الشارع وضغوط القوى السياسية، ليعلن تشكيلة وزارية ترضي الجميع وتلبي تطلعات السودانيين؟

المجتمع الدولي يترقب هو الآخر

لا يقتصر الترقب على الداخل السوداني فقط، بل إن المجتمع الدولي، ومن ضمنه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ودول الجوار، يتابع عن كثب تطورات تشكيل الحكومة المقبلة لما لها من تأثير مباشر على استقرار المنطقة ككل

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق