كتب الهلال السعودي فصلاً جديدًا في تاريخ كرة القدم الآسيوية والعربية، بعدما حقق فوزًا تاريخيًا على مانشستر سيتي الإنجليزي، أحد أقوى أندية العالم، بنتيجة 4-3، ليضمن تأهله إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، في نسختها الأولى بالنظام الموسع.

وجاءت المباراة التي احتضنها ملعب «كامبينغ وورلد» في مدينة أورلاندو الأمريكية، مليئة بالإثارة والندية، حيث بدأ مانشستر سيتي التسجيل مبكرًا، وظن كثيرون أن المواجهة ستكون سهلة لصالح البطل الإنجليزي، لكن الهلال قلب التوقعات رأسًا على عقب في الشوط الثاني، بعدما سجل هدفين متتاليين، وأعاد ترتيب أوراقه بشكل مذهل.

وبرغم عودة السيتي للتعادل في الوقت الأصلي، واصل الهلال تمسكه بالأمل في الأشواط الإضافية، فسجل هدف التقدم مجددًا، ثم عاد الفريق الإنجليزي للتعادل، إلا أن الهلال رفض اللجوء إلى ركلات الترجيح، وحسم اللقاء بهدف رابع قاتل، حفر به اسمه بأحرف من ذهب في سجلات البطولة العالمية.

وحمل هذا الانتصار معه سلسلة من الأرقام والإنجازات غير المسبوقة.... إذ أصبح الهلال أول نادٍ عربي وآسيوي يحقق فوزًا في الأدوار الإقصائية لكأس العالم للأندية، وأول من يهزم ناديًا أوروبيًا في تاريخ البطولة.

وفي نفس الوقت، أصبح الهلال أول فريق عربي يواجه في نسخة واحدة اثنين من أبطال دوري أبطال أوروبا، بعدما تعادل مع ريال مدريد الإسباني في دور المجموعات 1/1، وتفوق على مانشستر سيتي في ثمن النهائي.

وعلى الجانب الآخر، تلقى مانشستر سيتي أول خسارة في مشاركاته بمونديال الأندية، في ضربة قوية لطموحات المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي لم يسبق له أن خسر في هذه البطولة خلال تجاربه السابقة مع برشلونة أو بايرن ميونيخ.

وأعاد الهلال بهذه النتيجة رسم ملامح تمثيل الأندية الآسيوية في المحافل الدولية، مؤكدًا أن الفجوة بين القارات بدأت تضيق، وأن الطموح يعترف بالجهد والتخطيط والروح القتالية، وهي العناصر التي اجتمعت كلها في  الفريق الملقب بـ " الزعيم" في السعودية، خلال مشاركته المميزة في هذه النسخة من البطولة العالمية.

ويستعد الهلال لخوض تحدٍ جديد لا يقل صعوبة، عندما يواجه فلامنغو البرازيلي في الدور ربع النهائي، في مواجهة مرتقبة تجمع بين ممثل آسيا والعرب وأحد أبرز أندية أمريكا الجنوبية، وبعد الأداء البطولي أمام مانشستر سيتي، يدخل الفريق الأزرق اللقاء بثقة عالية وطموح متجدد لكتابة فصل جديد في رحلته التاريخية، وسط أحلام جماهيره السعودية والعربية التي باتت ترى في الفريق مشروع بطل عالمي لا يخشى الكبار.