نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حقيقة تورط الجيش السوداني مع إيران - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 07:17 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
تستند اتهامات ربط قادة الجيش السوداني بملف التسليح الإيراني إلى سلسلة تقارير وتحقيقات صدرت عن جهات دولية وإقليمية، بينها وسائل إعلام مرموقة ومراكز أبحاث مختصة ، ومن أبرز ما جاء في تلك التقارير، ما نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، التي أكدت أن إيران كثفت في الفترة الأخيرة من عمليات تزويد الجيش السوداني بالأسلحة المتطورة، وأشارت إلى وجود قاعدة جبلية في شمال الخرطوم تستخدم لتخزين معدات عسكرية إيرانية منذ نهاية 2024 بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
تقارير دولية تضع السودان تحت المجهر
خمسة تقارير صادرة عن مراكز ومؤسسات دولية مختلفة تناولت بشكل متزامن تفاصيل الدعم الإيراني للجيش السوداني. وتحدث تقرير لموقع بلومبيرغ عن استمرار شحنات الأسلحة الإيرانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بينما عززت قناة إي إن إس العراقية تلك المعلومات من خلال عرض صور لموقع يضم منصات إطلاق صواريخ وأجهزة تخصيب على بعد 80 كيلومترا شمال الخرطوم.
شحنات الطائرات المسيرة والأسلحة النوعية
أكد موقع إيران إنترناشونال أن طائرات شحن تابعة للحرس الثوري الإيراني، مثل طائرات شركة “فارس إير قشم”، حملت شحنات أسلحة إلى الجيش السوداني، ضمت طائرات مسيرة من طرازي “أبابيل-3″ و”مهاجر-6” ومعدات عسكرية متطورة. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما يُعتقد أنها منصات صواريخ من طراز “الصاعقة-2” المضادة للدروع في مواقع عسكرية سودانية.
العلاقات العسكرية بين السودان وطهران.. تاريخ طويل
تعود جذور العلاقة بين السودان وإيران في مجال التسليح إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، إذ تلقت قوات الدفاع الشعبي السودانية تدريبات من عناصر الحرس الثوري الإيراني، وتطورت العلاقة لتشمل تزويد السودان بطائرات بدون طيار منذ عام 2008. غير أن الحرب الحالية أعادت تسليط الضوء على هذا التعاون، بعد الزيارات المتبادلة لمسؤولين عسكريين بين البلدين.
هل يسعى السودان لمنفذ إيراني على البحر الأحمر؟
أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن إيران عرضت على السودان تزويده بسفينة حربية مقابل إنشاء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر. وبينما نفت سلطات بورتسودان هذه المزاعم، رجحت تقارير أخرى أن تكون المفاوضات جرت خلف الأبواب المغلقة، نظرا لأهمية الساحل السوداني الذي يمتد بطول 465 ميلا.
تحذيرات من تحول السودان إلى بؤرة إيرانية
وصفت جيروزاليم بوست ميناء بورتسودان بأنه بات عقدة رئيسية في شبكة تهريب الأسلحة الإيرانية بالمنطقة، محذرة من أن السودان قد يصبح منصة لهجوم جديد على إسرائيل وجبهة متقدمة في الحرب بالوكالة التي تخوضها طهران. كما اتهمت الصحيفة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بالعمل على تمكين نفوذ إيران في إفريقيا والشرق الأوسط.
موقف الخبراء والمحللين
يرى محللون، مثل وزير الدولة الأسبق بالخارجية السودانية مهدي داود الخليفة، أن أي تعاون عسكري مع طهران يهدد بإدخال السودان في صراع إقليمي أوسع ويؤثر سلبا على فرص الدعم الاقتصادي والدبلوماسي للسودان. كما يؤكد الصحفي محمد المختار أن التسليح الإيراني يعيد تعريف طبيعة الحرب في السودان، في ظل سيطرة كتائب إخوانية مسلحة على جزء كبير من تلك الأسلحة النوعية.
دوافع إيران من الدعم العسكري
يسود اعتقاد أن إيران تسعى من وراء هذا الدعم إلى تعزيز وجودها في البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة الدولية، مستفيدة من موقع السودان الجغرافي. وتهدف طهران إلى استكمال طوق نفوذها الذي يبدأ من الحوثيين في اليمن ويمتد إلى الساحل السوداني، ما يجعل الممرات المائية الاستراتيجية تحت تهديد دائم.
الاتهامات تثير قلق الداخل والخارج
تثير اتهامات التسليح الإيراني للجيش السوداني قلقا متزايدا سواء داخل السودان أو لدى القوى الدولية، في ظل خشية من أن يؤدي ذلك إلى استهداف البنية التحتية الحيوية للبلاد، وخاصة الموانئ والمرافق التجارية. ويرى الخبراء أن أي دور عسكري لإيران في السودان من شأنه أن يجذب تدخلات عسكرية إقليمية ودولية.
صراع النفوذ والمخاطر المستقبلية
يبقى مستقبل العلاقة بين الجيش السوداني وطهران غامضا في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، خاصة بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران. ويعتقد البعض أن انشغال إيران بترتيب أوضاعها الداخلية قد يحد من قدرتها على مواصلة دعمها للجيش السوداني، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة في الحرب الدائرة بالبلاد.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق