نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هوس التجميل الصيفي يهدد التوازن النفسي والجسدي للمراهقات - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 12:08 صباحاً
في ظل تصاعد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي باتت بعض صيحات العناية بالبشرة، خصوصاً تلك المرتبطة بفصل الصيف، محل تحذير من مختصين في الطب النفسي والجلدية.
حيث أكد عدد من الأطباء والمعالجين النفسيين أن التهافت وراء «ترندات» مثل «التان الطبيعي» أو الماسكات المنزلية الطبيعية لا يقتصر ضرره على صحة الجلد فقط، بل يمتد ليؤثر على التوازن النفسي، خاصة لدى الفتيات والمراهقات.
وأجمع الخبراء على أن هذه السلوكيات، التي تبدو ظاهرياً ضمن روتين الجمال، قد تنطوي على مضاعفات صحية وجوانب نفسية مقلقة، تستدعي الوعي والتعامل المسؤول مع المحتوى الجمالي المتداول، مشددين على أن هوس التجميل الصيفي يهدد التوازن النفسي والجسدي للمراهقات.
أكدت الدكتورة خديجة الزعابي، استشارية الأمراض الجلدية والتجميل، أنه من خلال متابعتها اليومية في العيادة لاحظت أن بعض «الترندات» الصيفية المنتشرة — خصوصاً على منصات التواصل — أصبحت مصدر ضرر مباشراً للبشرة، وأكثرها شيوعاً، التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس، للحصول على «تان طبيعي» دون حماية كافية، ما يؤدي إلى حروق وتلف في الجلد.
والمبالغة في تقشير البشرة، واستخدام منتجات تحتوي على أحماض قوية أو نشطة، في توقيتات غير مناسبة مثل النهار، فضلاً عن استخدام وصفات منزلية غير مدروسة بدافع «الطبيعة والنظافة»، لكنها قد تترك آثاراً عكسية على البشرة.
أثر تراكمي
وأشارت إلى أن لهذه الصيحات أثراً تراكمياً وخطيراً على صحة الجلد، فالتعرض المفرط لأشعة الشمس لأغراض التسمير قد يؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة نتيجة تكسير الكولاجين والإيلاستين، والتصبغات الداكنة، وتفاوت لون البشرة، هذا بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وأضافت: «من خلال خبرتي كوني طبيبة صادفت العديد من الحالات، التي راجعت العيادة بحروق سطحية أو تصبغات عميقة، بسبب التان المفرط، خاصة بعد السفر أو الجلوس تحت الشمس مباشرة لساعات».
وقالت إنها تعالج في العيادة العديد من الحالات نتيجة استخدام وصفات طبيعية غير مدروسة، مثل استخدام الليمون والعسل أو بيكربونات الصوديوم على الوجه مباشرة، ما يسبب تحسساً وتهيجاً، خصوصاً للبشرة الحساسة.
واستخدام الزيوت العطرية المركزة، التي تُستخدم دون تخفيف كافٍ، مسببة التهابات أو طفحاً جلدياً، وأضافت: «استقبلت أكثر من حالة تُعاني من تقشر واحمرار شديد، بسبب ماسكات طبيعية منزلية، كانت منتشرة كونها «ترنداً» لتفتيح أو تنظيف البشرة».
وأشارت إلى أن حماية البشرة بالصيف يكون باعتماد الحماية الذكية من الشمس، من خلال استخدام واقي شمس مناسباً لنوع البشرة، وتكراره كل ساعتين، مع تجنب الخروج وقت الذروة، فضلاً عن أن الترطيب اليومي مهم جداً، واستخدام غسول لطيف وعدم فرك البشرة بقوة أو استخدام مقشرات حادة في الصيف.
معايير مؤقتة
وأشارت المعالجة النفسية بسمة مبارك إلى أن وسائل التواصل تسهم في ترسيخ معايير جمال مؤقتة قد تكون مضرة نفسياً عن طريق استخدام ما يعرف بـ«الفلاتر»، حيث يقوم بتغيير الملامح وتفاصيل الوجه كي يصبح وجه المستخدم أكثر ملاءمة للعرض.
فأصبح المستخدم لا يتقبل تفاصيله الحقيقية الطبيعية، ويبقى في عملية بحث مستمرة على ما سيجعله أكثر جمالاً وقبولاً أمام الآخرين، فتبدأ هنا رحلة الجمال المزيفة، وتنتهي عبر ضغطة زر، ولكن أثرها يمتد إلى جذر النفس الإنسانية، وتنزع منه عفويته، وثقته بنفسه.
وقالت: «من هنا أتت الحاجة لتوعية ذواتنا، وتعزيز ثقافة التقبل والتنوع، وإن الجمال جميل بذاته، لا يحصره شكل ولا مثال».
الدراسات النفسية
وركزت المعالجة النفسية، مريم مرسي، على ظاهرة الهوس بالمظهر، وقالت، إن الدراسات النفسية تشير إلى ارتباط الهوس بالمظهر وباضطرابات مثل اضطراب تشوه صورة الجسم، ووفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي، يُظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكيات مفرطة مثل فحص العيوب المتخيلة والإنفاق الزائد على التجميل، ما يؤثر سلباً على حياتهم الاجتماعية والوظيفية.
كما وجدت دراسة في مجلة صورة الجسم أن التعرض المستمر لمحتوى الجمال على وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من مستويات القلق والاكتئاب، خاصة بين النساء، وقالت:
«يتضح من ذلك أن العناية بالبشرة تفقد قيمتها الصحية عندما ترتبط بسعي غير واقعي نحو الكمال الجمالي، وعند تسببها في ضغط نفسي أو تعطل في الحياة اليومية تتحول إلى سلوك ضار يستدعي التدخل النفسي، لأنها قد تكون مؤشر على مشكلة أعمق تتعلق بصورة الذات والثقة بالنفس». وحول دور الأسرة أو المجتمع في تحصين الفتيات من التواصل السلبي بهذه الضغوط قالت:
«تشير أبحاث علم النفس التنموي إلى أن الدعم الأسري وتقدير الذات يلعبان دوراً مهماً في تقليل مخاطر مشكلات صورة الجسد والقلق الاجتماعي، فقد أظهرت دراسات أن الفتيات اللاتي يلقين دعماً إيجابياً حول الجمال الطبيعي والثقة بالنفس يكن أكثر قدرة على مقاومة تأثير الصور النمطية المنتشرة في الإعلام».
الشخصية القلقة
وفي الوقت الذي تنتشر به معايير دقيقة للجمال تشير المعالجة النفسية نتالي ديب إلى أنه أغلب ما تتأثر بهذا النوع من المحتوى الفتيات ذوات الشخصية القلقة والساعية للكمال.
حيث تُعزز الترندات من التوقعات المثالية للجمال، ما يؤدي إلى شعور بعدم الرضا عن المظهر الطبيعي، كما ترتبط هذه الظاهرة بالفتيات اللواتي لم يرتبطن بعلاقات عاطفية، إذ تبدأ لديهن شكوك في جاذبيتهن واستحقاقهن للحب، فيصبحن أكثر تعلقاً بهذه الترندات لتحسين صورتهن.
وأشارت إلى أن فئة المراهقات تعد الفئة الأكثر عرضة لهذا التأثير، نظراً لمرورهن بمرحلة تكوين الهوية النفسية والجسدية، كما أن غياب التقدير أو الدعم العاطفي داخل الأسرة يدفع بعض الفتيات إلى الاستثمار في المظهر الخارجي كونها محاولة للحصول على الاهتمام والتقدير من الآخرين.
0 تعليق