متابعات – تليجراف الخليج

أكدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن ما تروّجه قوات الدعم السريع من أخبار حول سقوط مدينة الفاشر لا يعدو كونه جزءًا من حرب نفسية وإعلامية منهجية، تهدف إلى التأثير على الروح المعنوية، في وقت تمر فيه قوات حميدتي بـأسوأ مراحلها العسكرية على الإطلاق نتيجة الهزائم المتتالية في محاور المدينة.

دعم إعلامي مضلل.. وأكاذيب مصوّرة من الداخل

وأوضحت القوة أن عناصر تابعة للدعم السريع نشروا مقاطع فيديو من داخل المدينة زاعمين السيطرة عليها، وذلك عقب هجوم بري عنيف نفذته قوات حميدتي من الجهة الجنوبية، مدعومًا بقصف مدفعي مكثف.
لكن الهجوم قوبل بـمقاومة شرسة من القوات المسلحة السودانية، بمساندة من القوة المشتركة والمقاومة الشعبية، مما أحبط المحاولة الهجومية وأفشل أهدافها الميدانية.

هزائم غير مسبوقة للدعم السريع.. والطيران يحسم المعركة

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة، في تصريحات لوسائل إعلام، إن الدعم السريع تكبدت خسائر بشرية وميدانية كبيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية، واصفًا ما حدث بأنه “لم يسبق له مثيل”، خاصة بعد تدخل الطيران الحربي في المعارك، الذي قلب موازين الاشتباك لصالح القوات الحكومية.

وأضاف مصطفى: “الحديث عن سيطرة المليشيا على الفاشر لا أساس له من الصحة، ولن تتمكن من دخولها حتى وإن أُخليت لها المدينة”، مؤكدًا أن الفاشر لا تزال صامدة وآمنة وتحت السيطرة الكاملة.

رفض للمساعدات وحرق قرى.. واتهامات لقوات حميدتي

وسخر المتحدث من رفض حركة جيش تحرير السودان دعوة الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، معتبراً أن هذا الرفض يتنافى مع القيم الثورية والإنسانية.

كما نفى مزاعم حركة إدريس حول خلو مدينة الفاشر من السكان، مؤكدًا أن المواطنين لا يزالون داخلها، وأن من نزحوا هم سكان المناطق الغربية للفاشر، بعد أن أحرقت قوات الدعم السريع أكثر من 100 قرية بهدف خنق المدينة.

وشدد على أن هذا “الأسلوب الوحشي” لن يمنحهم النصر، بل سيزيد من عزيمة المقاومة، متوعدًا قوات الدعم السريع والحركات المتحالفة معها بهزيمة وشيكة، ومؤكدًا التزام القوة المشتركة بالقضاء على المرتزقة من أرض السودان.

حصار مستمر ووضع إنساني كارثي في الفاشر

يُذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ مايو 2024، ما تسبب في تدهور الوضع الإنساني داخل المدينة نتيجة نقص الغذاء والدواء وتكرر القصف الذي أودى بحياة العديد من المدنيين.

ومنذ أكثر من عام، تواصل قوات حميدتي محاولاتها لاجتياح الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، ضمن خطة تهدف إلى إقامة حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، كجزء من مشروع الانفصال العسكري والإداري.

ورغم موافقة قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة مؤخرًا على مقترح أممي لوقف إطلاق النار وتنفيذ هدنة إنسانية، فإن قوات الدعم السريع ما زالت تصعّد عسكريًا، ضاربة بعرض الحائط كافة الجهود الإنسانية.