متابعات – تليجراف الخليج

في مشهدٍ صادمٍ يكشف عمق المأساة الإنسانية المتفاقمة في جنوب كردفان، رصدت مصادر محلية بمدينة كادقلي، عاصمة الولاية، أعدادًا متزايدة من الأطفال وهم ينبشون أكوام القمامة بحثًا عن بقايا الطعام، وسط غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية، ونتيجة مباشرة للحصار المزدوج الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ومسلحي الحركة الشعبية جناح الحلو.

مأساة يومية في كادقلي

تعيش مدينة كادقلي أوضاعًا إنسانية كارثية منذ أسابيع، بعد أن أدى الحصار المفروض من الجهتين إلى انقطاع تام في الإمدادات الغذائية والدوائية، إلى جانب انهيار الخدمات الصحية والأسواق.

ووفقًا لشهادات سكان محليين، فإن المجاعة باتت واقعًا معاشًا، حيث لم تعد الأسر قادرة على توفير وجبة واحدة يوميًا لأطفالها، مما دفع العديد من الأطفال للتجول في مكبات النفايات في أحياء كادقلي القديمة والسوق بحثًا عن ما يسد رمقهم.

شهادات من الداخل

قال أحد الأهالي في اتصال هاتفي مع إذاعة محلية:

“لم يعد أمامنا شيء.. الخبز اختفى، الدقيق لا يدخل، حتى الماء بات رفاهية، وأطفالنا جائعون.. البعض يأكل من النفايات”.

بينما أكدت تقارير طبية واردة من مستشفى كادقلي أن نسبة الإصابات بسوء التغذية الحاد بين الأطفال قد ارتفعت إلى مستويات تنذر بكارثة صحية، في ظل النقص الحاد في المحاليل والمضادات الحيوية والأغذية العلاجية.

حصار مزدوج.. ومجتمع دولي صامت

تتهم السلطات المحلية كلاً من الدعم السريع من جهة، والحركة الشعبية بقيادة الحلو من جهة أخرى، بفرض حصار خانق على المدينة، عبر إغلاق الطرق الحيوية ومنع دخول المواد الأساسية، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني إلى مستوى ينذر بالمجاعة.

ورغم النداءات المتكررة من منظمات إنسانية محلية، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا أو متجاهلًا لما يجري، وسط صمت أممي مخجل رغم وضوح مؤشرات الكارثة الإنسانية الوشيكة.

إتبعنا