يسجل الفيلم المصري «أحمد وأحمد»، حالة تناغم كبيرة بين نجمين ينتميان لجيلين مختلفين، شكلا ثنائينًا لافتًا، فظهر أحمد السقا وأحمد فهمي بأعلى درجات النجاح وكأنهما يمثلان معًا منذ أعوام عدة.
«أحمد وأحمد»، وضعت الهيئة العامة للترفيه بصمتها من خلال دعم الفيلم، ومشاركة النجم السعودي إبراهيم حجاج في أولى مشاهده ضيف شرف، وتصوير أولى المشاهد في مدينة الرياض، فظهر حجاج بالشخصية الكوميدية واقفًا أمام فهمي وأوس، وأوس متحدثًا باللهجة السعودية مختارًا كلمات «عاميّة»، أحدث فهمها ربكة لدى فهمي، فكانت مفتاح المشاهد الكوميدية في بداية الفيلم.
النجم الكبير أحمد السقا استعاد بريقه في الفيلم بعد سلسلة من الأفلام الأخيرة، التي لم تحدث أصداء واسعة، وتحقق نجاحات رنانة، وتجبر الأيادي على شراء التذاكر، فعاد إلى أعوامه الذهبية، مستثمرًا مكامن القوى لديه، وهي الأكشن المغلف بالكوميديا، وهروبه من العصابات بطريقة ظريفة ومحببة وكأنه يعيدنا إلى زمن فيلم «ابن القنصل»، الذي شكل مع الثنائي الراحل خالد صالح حينها خطوة مهمة في تاريخ السينما المصرية.
السقا في «أحمد وأحمد»، جسّد صورة الخال، الذي يتنقل بين عالمي التعليم والإجرام، وفقدانه للذاكرة رفع من مستوى المفاجآت في الفيلم، فكان في أوج عطائه الفني، وكأنه يقول: «أخيرًا حصلت فيلم يفهمني»..
السقا لا يمكن أن ينجح في درو الأكشن فقط، ولا الدراما فحسب، بل منتهى قوته استثمار بنيته الجسمانية، وحركته الرياضية السريعة، وإيفيهاتها الكوميدية الأسرع، هنا الخلطة التي متى وجدها السقا فإنه سينجح وهي ما حصل عليها في «أحمد وأحمد»..
ابن الأخت في الفيلم النجم أحمد فهمي تفصله عن السقا 20 عامًا في المسيرة الفنية، لكنه معجب بخاله في الفيلم قبل أن يكتشف حقيقته، ويرتفع معدل الإعجاب في الواقع، وقالها أكثر من مرة في لقاءات ماضية، وجسد هذا الإعجاب علنًا في فيلم «سمير وشهير وبهير» عام 2010، الذي كتب شهادة ميلاد النجم فهمي مع رفيقي دربه هشام ماجد وشيكو، وحينها قدم أولى أدواره بأنه «دوبلير» للنجم أحمد السقا، والأخير شارك باسمه وشخصيته الحقيقية ضيف شرف في الفيلم، فكانت نواة الإعجاب في الفيلم والواقع.
فهمي تألق في دور ابن الأخت، فهمندس الديكور بدلًا من الإبداع في مجاله اختار طريق لملمة المشاكل الإجرامية، التي وضعها في خاله، أحمد فهمي يبدع عندما تسند إليه الأدوار الكوميدية المكتوبة بعناية، ويعرف كيف يضحك الجمهور، فكيف لا وهو الكاتب قبل أن يكون ممثلًا، والفيلم الكوميدي الخالد للنجم أحمد حلمي «كده رضا» يشهد له..
الشخصية الهادئة، التي يزج بها في عالم الإجرام، والمواقف الكوميدية، التي تعتريها، هنا ترتكز قوة أحمد فهمي، ونجح في ذلك بكل أفلامه التي قدمها، وجمع كل خبرته في هذا المسار ونثرها في «أحمد وأحمد»..
الفيلم سيشهد عودة أفلام الأكشن الكوميدية المصرية على الساحة بعد غيابها فترة طويلة، واختيار اسمه من أهم عناصر قوته، وضم كافة عوامل النجاح من لقطات الأكشن، والإنتاج العالي، والمطاردة بالسيارات، والحوادث، وإطلاق النار، وكلها نفذت بتقنيات حديثة..