سجّلت الولايات المتحدة موجة غير مسبوقة من إفلاس الشركات الكبرى خلال النصف الأول من عام 2025، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ 15 عاماً، وفق ما كشفته بيانات حديثة من مؤسسة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس».

وأفادت المؤسسة بأن 371 شركة كبرى أعلنت إفلاسها بين يناير ويونيو 2025، وهو رقم لم يُسجّل مثله منذ عام 2010، وتشمل هذه الأرقام الشركات العامة التي تتجاوز ديونها أو أصولها مليوني دولار، بالإضافة إلى الشركات الخاصة التي تملك أصولاً أو التزامات لا تقل عن 10 ملايين دولار.

ويعزى هذا التصاعد إلى عدة عوامل متشابكة، أبرزها تراجع السيولة وارتفاع مستويات الدين، في ظل بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة، واستمرار الضغوط التضخمية، إلى جانب فرض إدارة ترامب لرسوم جمركية جديدة وتباطؤ سوق العمل، مما أثّر سلباً على إنفاق المستهلكين.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركة "وولف سبيد" المتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات إفلاسها في يونيو، ضمن خطة لإعادة هيكلة ديونها التي تصل إلى 4.6 مليارات دولار، وخفض مدفوعاتها السنوية من الفوائد بنسبة 60%، على أن تخرج من هذه العملية خلال الربع الثالث من السنة.

وتُعد شركات الصناعات والسلع الاستهلاكية من أكثر القطاعات تضرراً، بتسجيل 58 و49 حالة إفلاس على التوالي، تليها شركات الرعاية الصحية، وهو ما يعكس هشاشة البنية المالية لعدد من الشركات الكبرى أمام استمرار التحديات الاقتصادية.