المرض الخبيث يغيب عبدالعالي الرامي أحد أبرز وجوه العمل الجمعوي في المغرب - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المرض الخبيث يغيب عبدالعالي الرامي أحد أبرز وجوه العمل الجمعوي في المغرب - تليجراف الخليج اليوم الأحد 13 يوليو 2025 03:08 مساءً

غيب الموت اليوم السبت أحد أبرز أعمدة العمل الجمعوي في المغرب، بعدما أسلم الناشط المدني عبد العالي الرامي الروح إلى بارئها بإحدى المصحات الخاصة بالعاصمة الرباط، متأثرا بتداعيات مرض السرطان الذي قاومه طيلة شهور بصبر وشجاعة وإيمان عميق بقضاء الله وقدره، دون أن يمنعه ذلك من مواصلة رسالته الإنسانية إلى آخر رمق.

وبصم اسم عبد العالي الرامي، المشهد الجمعوي المغربي بحضوره النوعي ومبادراته الرائدة في مجالات الطفولة والدعم الاجتماعي والتربية على المواطنة، حيث ظل لسنوات طويلة صوتا للفئات الصامتة، ويدا ممدودة لكل من قست عليه الظروف، إذ برز بشكل خاص من خلال رئاسته لجمعية منتدى الطفولة، التي تحولت تحت قيادته إلى منصة فعل مدني مفتوحة على هموم الناس، منصتة لأوجاعهم، حاملة لمطالبهم، ومؤمنة بأن التغيير لا يصنعه إلا أولئك الذين يعيشون وسط الناس لا في أبراج بعيدة عنهم.

وظل الراحل، الذي عرف بين زملائه بابتسامته المتفائلة ودماثة خلقه وكرمه الإنساني طيلة مساره، مثالا في نكران الذات، لا يسعى للبروز ولا للمناصب، بل يكتفي ببهجة طفل استفاد من حملة دعم مدرسي، أو امرأة معوزة تمكنت من الحصول على مساعدة طبية، أو أسرة عرفت طعم الكرامة بعد طول معاناة، ما جعله أقرب إلى الملجأ الصامت الذي يلجأ إليه الكثيرون في لحظات الضيق، فلا يخرجهم فقط من أزماتهم، بل يعيد إليهم الثقة في أن الخير ما زال ممكنا.

وخط عبد العالي قبل ساعات فقط من رحيله، آخر تدويناته، دعا فيها بالرحمة لوالديه وجميع موتى المسلمين، وبالشفاء لكل مريض، في لحظة صفاء روحي تعكس حجم الرجل ونبله، وتلخص في سطور معدودات فلسفة حياته التي اختار أن تكون طريقا نحو خدمة الآخرين بكل حب وتجرد.

وفقدت الساحة الجمعوية المغربية اليوم برحيل الرامي رجلا استثنائيا، لم يكتف برفع الشعارات، بل عاش مبادئه واقعا، وناضل بالكلمة والمبادرة والعمل الميداني، حيث وبوفاته لا تفقد الرباط وحدها أحد أبنائها البررة، بل يخسر المغرب بأكمله طاقة مدنية كانت تؤمن أن العمل الجمعوي ليس ترفا أو واجهة، بل التزام يومي تجاه الوطن والإنسان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق