لا تزال أسعار اللحوم الحمراء تواصل تحليقها في مختلف الأسواق المغربية، دون أن يظهر في الأفق أي مؤشر على انخفاض قريب، رغم مرور عيد الأضحى الذي كان يُتوقع أن يُحدث انفراجا في وفرة العرض وانخفاض الأسعار.

ففي جل مدن المملكة، بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من فخذ الخروف حوالي 120 درهمًا، بينما استقر ثمن لحم الغنم في حدود 110 دراهم، وهو نفس السعر تقريبًا للحم العجل، وهي أثمنة يرى المواطنون أنها جد مرتفعة وفوق المستطاع.

مهنيون اعتبروا في تصريحات إعلامية أن الأسعار بالجملة في المجازر لا تزال مرتفعة، حيث يتم بيع لحم العجل بنحو 90 درهمًا للكيلوغرام، في حين يصل سعر لحم الغنم إلى 110 دراهم، مع أدنى سعر ممكن في حدود 80 درهمًا حسب الجودة.

هذا الارتفاع المتواصل في الأسعار أثر بشكل مباشر على حركة البيع، حيث لاحظ مهنيو القطاع تراجعا في الطلب من طرف المواطنين، مع غياب ما يُعرف بـ"الحركية الصيفية" المرتبطة بمواسم الأعراس والمناسبات، التي عادة ما تنعش الطلب على اللحوم الحمراء لدى مموني الحفلات.

وحسب ذات المصدر، فإن المغاربة بدأوا يتأقلمون تدريجيا مع هذا الغلاء الذي رافق اللحوم الحمراء منذ أكثر من سنة، إذ أن الإقبال لا يزال يتركز على اللحوم المحلية، تليها اللحوم المستوردة من سلالة "ليـموزين" الإسبانية، بينما تبقى اللحوم القادمة من البرازيل خارج اهتمام معظم المستهلكين بسبب رداءة جودتها.

ورغم محاولات الاستيراد لحل أزمة العرض، إلا أن واقع السوق يثبت أن جيوب المواطنين هي من تؤدي الثمن، في ظل غياب أي تدخل حقيقي لضبط الأسعار وحماية القدرة الشرائية من تلاعبات الشناقة واللوبي المتحكم في القطاع.