عالم أزهري يحسم الجدل حول حكم تقبيل أيدي... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عالم أزهري يحسم الجدل حول حكم تقبيل أيدي... - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 12:25 مساءً

أثار مشهد تقبيل يد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، خلال إحدى زياراته، موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت ردود الأفعال بين من رأى في ذلك نوعًا من التقدير والتوقير، ومن اعتبره مظاهرة مذلة تتنافى مع الكرامة. وقد دفع هذا الجدل العديد من المهتمين بالشأن الديني لطلب توضيح الحكم الشرعي في مثل هذه الممارسات.

أزهري يُفصّل الموقف الشرعي

وفي تعليق على المسألة، أوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، أن تقبيل أيدي العلماء ليس أمرًا مستحدثًا، بل هو سلوك درج عليه الأزاهرة عبر الأجيال، معتبرًا أن هذا الفعل ينبع من برّ أهل العلم وإجلالهم، وهو مستند على دلائل شرعية وعرفية متواترة.

وقال العشماوي: "لقد قبّل الصحابة يد النبي صلى الله عليه وسلم، وتبادلوا هذا الفعل فيما بينهم، وقد أجمعت المذاهب الأربعة على جوازه واستحبابه، إذا كان خاليًا من مظاهر التملق والنفاق".

متى يكون التقبيل جائزًا؟ ومتى يُنهى عنه؟

أشار الدكتور العشماوي إلى أن تقبيل يد العالم أو الصالح جائز ومحبب إذا كان خالصًا لله، دون غرض دنيوي، أو مظنة مصلحة. لكنه أكد في الوقت نفسه أنه يُفضل أن لا يُمد العالم يده بقصد التقبيل، بل ينزعها إن أمكن، حرصًا على نقاء النية وهيبة العلم.

كما أشار إلى أن التقبيل يصبح مكروهًا أو حتى محرمًا إذا كان من باب التزلف للسلطة أو المناصب، خصوصًا إذا تغيرت نوايا المريد بعد تولي شيخه منصبًا رسميًا، مؤكدًا أنه شخصيًا امتنع عن تقبيل أيدي شيوخه بعد تقلدهم مناصب عليا، رغم أنه كان يفعل ذلك قبلها تقديرًا لعلمهم.

تفريق بين العلماء وأهل الدنيا

أوضح العشماوي في منشوره المطول أن ما يحزنه هو مشهد تقبيل القيادات الدنيا لأيدي القيادات العليا، خصوصًا إذا كانوا من حملة الزي الأزهري، لافتًا إلى أن كثيرًا من هذه الأفعال تأتي في سياق المصالح أو الخوف من السلطة، وهو ما يُفرغ التقبيل من قيمته الدينية والأخلاقية.

وأكد أنه لا يرى بأسًا بتقبيل يد الأب أو الأم أو كبار السن من الفقراء والمساكين إذا كان الهدف جبر خواطرهم، بل يعتبر ذلك من مكارم الأخلاق، بينما يرى أن تقبيل يد أصحاب السلطة والنفوذ "دونه خرط القتاد"، مشيدًا بموقف بعض الشيوخ الذين يرفضون تقبيل أيديهم احترامًا للعلم وليس للمنصب.

موقف يحترم الهيبة ويكرّم العلم

واختتم الدكتور العشماوي حديثه برسالة تؤكد أن تقبيل اليد لا يجب أن يكون شعيرة للرياء أو النفاق، بل وسيلة لبث المحبة والاحترام بين الناس إذا جاءت بنية خالصة. وذكر موقفًا أعجبه، حين رفض أحد كبار الشيوخ تقبيل تلميذه يده بعد توليه منصبًا رسميًا، احترامًا لهيبة المنصب والرسالة العلمية.

كما شدد على أن تقبيل يد النساء الأجنبيات، أو الفسقة وأعوان الظلمة، أمرٌ لا يليق ولا يجوز، داعيًا الله أن يعصمه من هذه المواقف المريبة.

الخلاصة: تكريم أم تزلّف؟

يبقى تقبيل اليد بين العلماء والطلبة من الممارسات التي ترتبط بالنوايا والسياقات. فبين من يراها برًا ووفاءً، ومن يعتبرها انكسارًا وذلًا، يؤكد العلماء أن الحكم الشرعي لا ينفصل عن القصد والمقصد. وبين هذه الرؤى، يحضر الوعي الديني والأخلاقي للفصل بين الاحترام والتزلف، وبين البر والمصلحة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق