متابعات- تليجراف الخليج

كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان صدر الخميس 17 يوليو 2025، عن وقوع مج..زرة مروعة نفذتها مليشيا الدعم السريع في قرى تابعة لمحلية بارا بولاية شمال كردفان، أسفرت عن مقتل 450 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء، في مشهد وصفته المنظمة بـ”المرعب والمروع”.

القرى التي استهدفتها الهجمات

وأوضحت اليونيسف أن الهجمات استهدفت قرى “شق النوم” و”حلة حامد”، حيث استخدمت قوات الدعم السريع القصف المدفعي بشكل منهجي، مترافقًا مع عمليات نهب وتخريب واسعة، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية المحلية، ومضاعفة معاناة المدنيين.

وأكدت المنظمة أن الوضع الأمني في المنطقة يشكل تهديدًا عسكريًا خطيرًا، خاصة في ظل تكرار الهجمات من قبل قوات الدعم السريع، وسط تقارير حقوقية توثق انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

الأطفال والنساء في قائمة الضحايا

ووفقًا لتقارير موثقة وردت في بيان المنظمة، فإن عددًا كبيرًا من الضحايا كانوا من الأطفال والنساء، حيث تم تسجيل مقتل 24 صبيًا، و11 فتاة، وامرأتين حاملتين، فيما لا يزال العديد من المدنيين في عداد المفقودين، ما يثير مخاوف من احتمال ارتفاع عدد الضحايا في الأيام القادمة.

وأشارت اليونيسف إلى أن ما حدث في قرى محلية بارا يمثل جريمة إنسانية بشعة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف الانتهاكات المتكررة التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء.

تهجير قسري ونزوح جماعي

بيان اليونيسف لفت أيضًا إلى أن الهجمات تسببت في موجة نزوح قسري واسعة للسكان المحليين، خاصةً أنها وقعت مع بداية الموسم الزراعي في الخريف، ما ينذر بتدهور كبير في الأمن الغذائي في ولاية شمال كردفان، التي تعاني أصلًا من معدلات مرتفعة لسوء التغذية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

وأكد البيان أن النزوح المفاجئ حرم آلاف الأسر من زراعة أراضيها، ما يهدد بانقطاع مصادر الغذاء وارتفاع مستويات الجوع في الشهور القادمة، في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية.

اليونيسف تطالب بتحرك دولي عاجل

ودعت اليونيسف في ختام بيانها إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي لحماية المدنيين في السودان، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم، وتوفير قنوات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في شمال كردفان وغيرها من الولايات التي تشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا.

هيئة محامي الطوارئ توثق مجـ.ـزرة “شق النوم”

وكانت هيئة محامي الطوارئ قد أصدرت بيانًا الاثنين 15 يوليو 2025، أكدت فيه أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجـ.ـزرة جماعية في قرى “شق النوم”، و”حلة حامد”، و”أم قرفة”، حيث تم قتل نحو 240 مدنيًا، من بينهم 200 شخص أحرقوا داخل منازلهم في قرية “شق النوم”، وذلك في هجوم وصفته الهيئة بـ”الوحشي”، نفذ خلال يومين فقط.

جرائم تحرق الذاكرة الجماعية

وفقًا لشهادات متطابقة، فإن المشهد في قرى محلية بارا لا يزال يحمل ندوب المجازر، ورائحة الموت والدمار، في وقتٍ تعجز فيه الجهود المحلية والمنظمات الإنسانية عن احتواء الأوضاع أو إغاثة الأهالي الذين يعيشون في رعب دائم وحرمان تام من أبسط حقوقهم في الحياة الآمنة.