أعلنت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية عن اكتشاف علمي قد يغيّر مستقبل علاج سرطان البنكرياس، وذلك باستخدام مستخلص نبات "ستيفيا" بعد تخميره ببكتيريا خاصة مستخرجة من أوراق الموز. ويُظهر هذا المركب قدرته على استهداف خلايا السرطان بفعالية، دون التأثير على الخلايا السليمة.

وبحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا"، قام فريق بحثي من جامعة هيروشيما بتخمير أوراق ستيفيا باستخدام بكتيريا Lactobacillus plantarum SN13T، ما أنتج مركباً أطلق عليه اسم FSLE. وبيّنت النتائج أن هذا المستخلص المُخمر تفوق بشكل ملحوظ على النسخة غير المخمّرة في قتل خلايا سرطان البنكرياس (PANC-1)، مع المحافظة على سلامة الخلايا الكلوية.

أوضح الدكتور ناراندالاي دانشيتسودول، أحد مؤلفي الدراسة، أن سرطان البنكرياس يُعد من بين أكثر أنواع السرطان فتكًا، إذ لا يتجاوز معدل النجاة منه لمدة خمس سنوات 10%، مما يستدعي إيجاد حلول طبية جديدة وفعالة، خصوصًا من مصادر طبيعية وآمنة مثل النباتات الطبية.

وكشفت نتائج التجارب أن ستيفيا المُخمّرة تمتلك أيضاً خصائص قوية مضادة للأكسدة، وهي ميزة مهمة في مكافحة تطور السرطان. وحقق المركب نسبة إزالة سموم وصلت إلى 94%، مما يعزز قدرته في تحييد الجذور الحرة المسببة للأورام.

يعتقد الباحثون أن عملية التخمير تعزز فعالية المكونات الحيوية عبر تحويلها إلى مركبات أكثر نشاطاً. فعلى سبيل المثال، تَحوَّل حمض الكلوروجينيك الموجود طبيعياً في ستيفيا إلى مركب يُعرف بـ CAME، والذي أظهر فعالية أكبر في كبح نمو الخلايا السرطانية وتحفيز تدميرها الذاتي.

وتُعد هذه النتائج واعدة جداً، إذ يخطط الفريق حالياً لإجراء تجارب على نماذج حيوانية لاختبار فعالية ستيفيا المُخمّرة في البيئات البيولوجية الحية، بهدف التمهيد لإجراء تجارب سريرية مستقبلية قد تُحدث تحولاً في علاج السرطان.